17 نوفمبر، 2024 12:53 م
Search
Close this search box.

الوطـنية .. بين الوعي والتعصب الأعمـى

الوطـنية .. بين الوعي والتعصب الأعمـى

في طفولتنا ، وبمرحلة دراستنا الابتدائية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي ، كانت هناك حالة نهوض وطني صاحبها مد شيوعي وقومي ، وصاحب هذا النهوض أولنقل النشاط صراعات وصلت الى حالة نزف الدم بين هذه الاطراف ، ووصل الأمر بالبعض الى حد تأليه شخصيات مثل الرئيس المصري جمال عبد الناصر والزعيم عبد الكريم قاسم مثلاً .. ووصل بالجهات المناوئة مثلا لجمال عبد الناصر باتهامه بالعمالة لامريكا .. كما اعتبروه الرجل المشؤوم على العرب والعكس بالعكس باتهام عبد الكريم قاسم للعمالة لموسكو …. وهكذا كانت تساق التهم .. وهذا كان طبعاً يظهر من خلال النقاشات والمساجلات وحتى في الصحف ..
ومن المؤسف كانت من نتائج هذه السجالات والمشاحنات تصل لحد التشاجر في الاماكن العامة كالمقاهي مثلا ، وهذا ما كنا تلاحظه ونشاهده على أرض الواقع بعد ثورة 14 تموز 1958 .
في اعتقادي ان الهوى الأعمى والتعصب البغيض وضيق الأفق كانت جميعها وراء كل ما جرى . لكن لم يكن يتصور أحد أن تنشب مثل تلك الصراعات الدموية بين الأطراف الوطنية .

في رأيي الشخصي ان رفع الكلفة مع الوطن وعدم النظر اليه كسفينة تحمل الجميع ، اضافة الى ( فقرالدم والهزال العام ) الذي اصاب الحالة الوطنية مسؤولة جميعها عن ذلك .

وأقول مهما بلغت درجة صلابة الموقف الوطني وحجم الادراك للمخاطر ، فانه لايمكن للمواطن الا ان يتأثر بما يجري في العالم ومن حوله من أحداث وخاصة الدول المحيطة به .
ان اعادة العافية الى الحالة الوطنية تحتاج الى التنوير والتبصير بما يجري حولنا وفي العالم كله .. ونحتاج الى تثقيف وجهد حقيقي وجاد على الصعيد الداخلي وخاصة للنشيء الصاعد عن كيفية حب الوطن اولاً .. ولا يتعصب لغير العراق وهذا يأتي من خلال مناهج تربوية هادفة .

أحدث المقالات