( طوبى لتضحيات شعب قدمت جورا من قبل الظالمين .. والعار لحكام قدموا مصالح الأجنبي على مصالح أوطانهم )أوقعت قيادات حماس وحزب الله اللبناني الأمة العربية ، في تهلكة دموية ، أقل ما يقال عنها ، بانها ستكون درسا تاريخيا للعرب . فالجانبين يقولون أن النصر كان حليفنا ، والحقيقة أن الدمار كان لشعوبهم ، التالي قراءة متواضعة للوضع العام :
1 . حتى نقرأ الحدث بصورة موضوعية ، لا بد لنا أن نعرف ، ماذا حل بالشعب الفلسطيني بعد طوفان الأقصى 7 أكتوبر 2023 ، فوفق موقع / الشرق الأوسط – في 7.10.2024 كان ( عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في غزة : أكثر من 41 ألف . أما عدد الفلسطينيين الجرحى في غزة : أكثر من 96 ألف ) أما بالنسبة لأسرائيل ( عدد القتلى في إسرائيل : نحو 1200 .) أما عدد الجرحى للأسرائيليين ، فوفق موقع / الجزيرة نيت – في 5.8.2024 ( أصيب 3 آلاف و358 عسكريا منذ اندلاع الحرب ، بينهم 520 أصيبوا بجروح بالغة الخطورة ، وبين جيش الاحتلال إلى أن 41 عسكريا قُتلوا بنيران صديقة وحوادث عملياتية منذ بداية الحرب. ) . 2 . أما الذي حل بالشعب الفلسطيني في غزة ، فأن الذين هجروا من بيوتهم بعد طوفان الأقصى – فوفق موقع / مركز الأحصاء الفلسطيني – 11.7.2024 ( نزح نحو 2 مليون فلسطيني من بيوتهم من اصل نحو 2.2 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في القطاع عشية عدوان الاحتلال الاسرائيلي .. ) . وهذا يعني أن مليوني فلسطيني بلا مأوى ، بلا رعاية صحية ..
3 . وفق وكالة فرانس برس – 5.10.2024 كان عدد قتلى حزب الله / في لبنان ، كما يلي ( أكد الجيش الإسرائيلي ، السبت ، أنه أردى 440 مسلحا من حزب الله اللبناني منذ إطلاق عملياته البرية ، الاثنين ، في جنوب لبنان حيث تكثف القوات الإسرائيلية ضرباتها . وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري خلال مؤتمر صحافي ” منذ بداية (الهجوم)، أردت القوات (المسلحة) نحو 440 إرهابيا، بينهم 30 قياديا برتب مختلفة “، خلال العمليات البرية والجوية ) . 4 . ووفق موقع / الشرق الأوسط ، أدرج في أدناه أسماء بعض قيادات حزب الله ، الذين أغتالتهم أسرائيل ( أمين حزب الله حسن نصرالله ، نبيل قاووق ، علي كركي ، أبراهيم قبيسي ، محمد سرور .. وأخرين ) ، و في 5.10.2024 تأكد اغتيال أمين حزب الله الجديد ( قالت مصادر لبنانية لقناة العربية ، اليوم السبت ، إن القيادي بحزب الله هاشم صفي الدين قتل بالغارة مع مساعدين وإيرانيين وقادة بدلاء ميدانيين بحزب الله ) . 5 . والحرب بين حزب الله وأسرائيل أدت الى موجة نزوح من الطرفين ، فوفق موقع / DW ( وتسبب التوتر الحالي بين حزب الله وإسرائيل في نزوح عشرات الآلاف من المدنيين ممن كانوا يعيشون قرب المناطق الحدودية ، إذ قدرت التقارير نزوح قرابة مئة ألف لبناني وأكثر من 60 ألف إسرائيلي ) .
القراءة : * حروب العرب الأخيرة / طوفان الأقصى 7 أكتوبر 2023 ، دمرت العرب كشعب – تحديدا الفلسطيني واللبناني ، ولم تقدم لهم أي نتيجة أيجابية – جراء كل هذه التضحيات ، ويمكن أن نعزي كل هذا الى أن قيادتي حماس وحزب الله ، ليس همهما الشعب – الذي قدم التضحيات ، من جراء قرارات غير مسؤولة ، بل كانت تنفذ أجندة لا تخدم اللبنانيين و الفلسطينيين .. وكان طوفان الأقصى وما تحصل من أنعكاساته ، كله كان خدمة لأيران – التي تعمل دوما فقط لمصالحها ، كما أن أيران نأت بنفسها عن كل هذا التطاحن / عدا ضربات محدودة ، بل يقال أنها هي التي سلمت رأس أسماعيل هنية – قائد حماس ، وذات الأمر برأس السيد حسن نصرالله – أمين حزب الله .. وغيرهم . وسبب كل هذا لأن القيادة الأيرانية مخترقة على أعلى المستويات . والذي يؤكد هذا ، ما جاء في موقع / أيران ناشنوشال : قال أحمدي نجاد الرئيس الأيراني الأسبق – في 12. يونيو .2021 ( إشارة إلى النفوذ الاستخباري الإسرائيلي وتأثيره في جهاز المخابرات والأمن والمستويات العليا في النظام الإيراني ، هذا هو سبب قيام إسرائيل بعمليات كبيرة في إيران ، والاستيلاء على أهم الوثائق النووية والفضائية ، وقتل العلماء ، لدرجة أن أعلى مسؤول تولى مكافحة التجسس الإسرائيلي في وزارة المخابرات الإيرانية هو نفسه كان ” جاسوسًا لإسرائيل ” ) . * ولو فرضنا جدلا ، أن هذه الحرب بشقها الفلسطيني / طوفان الأقصى ، كانت تحررية من قبل قيادة حماس ، وحتمية بذات الوقت .. فماذا حصل الشعب الفلسطيني منها ، سوى التهجير و الخراب والدمار ، مع أنهاء البنية التحتية لغزة وضحايا بعشرات الألاف و جرحى ومعوقين بأضعاف هذا العدد .. وكل الدماء التي سالت على هذه الأرض المقدسة .. ولا زال يحي السنوار / قائد حماس ، قابعا بالأنفاق محاطا بالأسرى والمخطوفين الأسرائيلين – الذين أكثرهم قتلوا من جراء المعارك ! . * اما حزب الله ، فأنه أدخل الجنوب اللبناني في حرب ، لا ناقة له فيها ولا بعير ، بحجة تحرير القدس ، وأيران التي ورطته – صاحبة فيلق القدس المزعوم ، متكئة على شعاراتها المستهلكة ، تاركة شعب الجنوب لمصير مجهول ! .
كلمة ختامية : على الشعوب العربية ، ممثلة بنخبها الوطنية ، أن تثور على قيادات وضعت أوطانها ، في مأزق تاريخي مأزوم ، مأزق أهلكها ، وأدخلها في صراعات وحروب بالأنابة ، أن السلام هو الخيار الوحيد ، ولكن يجب ان يكون سلاما يحفظ الحقوق!.