18 ديسمبر، 2024 9:59 م

الوصايا العشرة الأمريكية لتشكيل الحكومة العراقية

الوصايا العشرة الأمريكية لتشكيل الحكومة العراقية

( أن كل الدلائل والتحركات والمناورات التي تقوم بها الإدارة الأمريكية على الأراضي العراقية ومن داخل أروقة الغرف المظلمة للمطبخ الأمريكي التي تحاول من خلاله رسم ملامح خارطة الحكومة العراقية الجديدة بعد فشل السياسيين المتكرر في اختيار حكوماتهم المستقلة ومحاولة إفشال لأي مساعي وطنية لإنضاج تجربة حكومية وطنية منتخبة للعراقيين بعيدا عن التدخلات الخارجية للدول المجاورة والعابرة للقارات حيث نرى بوضوح مدى التدخل الخارجي السافر في تشكيل أي نوع أو نمط حكومة عراقية مستقلة حيث تقوم هذه القوى في وضع العراقيل والتهديدات الصارخة في تشكيل حكومة عراقية قوية تستطيع النهوض بالواقع العراقي في مختلف مجالاته الحياتية من اقتصاد وسياسة وصناعة بعد مرور أكثر من سبعة عشر عاما وهو يسير نحو الهاوية الخطيرة وإدخال شعبه أزمة بعد أزمة لغرض تمرير المشاريع الأمريكية وغيرها . ومن هذه المشاريع الخطيرة نستطيع أن نجمل منها عشرة من الوصايا التي قد تفرضها على الساسة العراقيين يمكن تطبيقها حاليا أو على المستوى القريب يعدها أصحاب القرار في المطابخ الأمريكية لتقديمها على موائد بعض الساسة العراقيين والعمل بموجبها في المستقبل القريب والعاجل ومنها كما يلي :. أولا: _ المحاولة الجادة والمؤثرة على جميع القوى السياسية والأحزاب في العراق وخاصة الكبرى منها عدم التفرد بصناعة القرارات بمعزل عن الآخرين من الأحزاب الصغيرة وسحب هيمنتها وفرض النظام الشمولي والأغلبية المطلقة وهذا يعد انقلابا على الديمقراطية ثانيا :_ العمل الضاغط من قبل اللاعبين الكبار وقادة المركب العراقي توسيع صلاحيات رئيس الجمهورية من المكون المعروف للقومية الكردية وجعله أكثر تأثيرا وفاعلية في صنع القرارات المهمة من بعد سحبها من صلاحيات أعضاء مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء لكي لا يكون من تشريفي وصوري بروتوكولي فقط. ثالثا:_ أفراغ منصب رئيس الوزراء الكثير من صلاحياته المهمة المهيمنة والخطيرة جدا وأن يكون العمل الوزاري كفريق واحد في داخل مجلس الوزراء وليس له الحق للبت في القضايا المصيرية المتفردة المطلقة وبعيدا عن الوزراء وكتلهم وأحزابهم ومجلس النواب وأعضائه ورئيس الجمهورية
رابعا:- العمل على أن لا يحق تمرير أي قرار يُتخذ داخل مجلس النواب إلا بالإجماع للكتل الصغيرة والكبيرة على حد سواء وهذا يفضي إلى سحب البساط من مفهوم الكتلة الأكبر وهيمنتها في صنع القرار وتمريره في داخل المجلس وهذا يعد التفاف على الدستور العراقي الذي وُضع وصمم من قبل الساسة أنفسهم في مرحلة عصيبة وهو بالأصل دستور أعرج مريض فيه الكثير من الأخطاء والقنابل المتفجرة الموقوتة تنفجر بين لحظة وأخرى .
خامسا :- أخراج رئاسة قيادة القوات المسلحة العراقية من سطوة رئيس الوزراء الشيعي وجعلها بيد من تحاول أن تضع بيده زمام الأمور الخطيرة لكي يكون لها القرار في التحرك والمشاركة والهيمنة على مهامه وتسليحه وأضعاف قدراته المتنامية ومنعها في أن تكون قوة عقائدية من طرف واحد ومنتمية بتسليحها إلى جهة واحدة وهي القوات الأمريكية
سادسا:- العمل الجاهد وبقوة لإرجاع الكتل الشيعية صاحبة القرار السياسي إلى حضرت العراق المستقل وفضائها وهيمنتها وإخراجها من جلباب وسطوة النظام الإيراني الذي بات تأثيره واضحا في صنع القرارات السياسية المهمة ومعين قوي في تنمية اقتصاد إيران وتقليم أظافره .
سابعا:- السكوت أو غض الطرف حاليا ومستقبلا عن فكرة إنشاء وإقامة الدولة الكردية في شمال العراق وانفصال كردستان وكذلك الإقليم السني في الغرب العراقي وهذا يصب في مصلحتها لأن مشروع التقسيم يشتت من تعاملها مع ثلاث دول بدل الواحدة وعدم فتح المجال لشعوب حلفائها في الشرق الأوسط وخاصة الخليج من تنامي فكرة الحكم الذاتي وإعطاء الحرية والتقسيم لهذه البلدان وهذا المشروع قد لا يجد النور حاليا لدى القوى السياسية السنية العربية في العراق من منطلق ( أمة عربية واحدة ).
ثامنا:- تسعى الإدارة الأمريكية إلى إعادة النظام الرئاسي البرلماني بدلا من النظام البرلماني الحالي الذي أثبت فشله في هذه المرحلة وسحب عملية ترشيح رئيس الجمهورية من منصة البرلمان والتوافق القوى السياسية وإملاءات الكتل والأحزاب التي تحرج الإدارة الأمريكية كثيرا .
تاسعا:- المهم من هذه الوصايا محاولة الإدارة الأمريكية إعادة النظام العراقي إلى حضن الويلات المتحدة الأمريكية وهيمنتها على مقدرات العراق وعدم التمرد عليها ثانية بإعادة ترتيب أوراقها في المنطقة على ضوء المعطيات الجديدة لمتغيرات الشرق أوسطية وتبعاتها والتبدلات الاقتصادية في الشرق الأوسط وتغير محاور القوى العسكرية في خروج بعض الدول الأوربية عن قبضة أمريكا حيث تم إيجاد حلفاء جدد في المنطقة كبديل مؤقت لهذا الفراغ السياسي والاقتصادي والعسكري وإعادة الهيمنة الاقتصادية من جديد على الدول العربية والأوربية كنقطة انطلاق من الأراضي العراقية بنظامها الجديد .كون العراق يشكل لها العمق الإستراتيجي والعسكري والمادي وما يملكه من مقومات التوازن الإقليمي في الصراع الدائر في المنطقة العربية والاستفادة من موارده المتخمة بشريا وماديا .
عاشرا:- محاولة إعادة الكيان الإسرائيلي إلى الواجهة من جديد وفرض كيانه كواقع حال على القوى السياسية العراقية ودول المنطقة بعد ما كان في الخفاء وتثبيت أوراقه الثبوتية لدى العرب والعراقيين وبالفعل برزت أصوات من هنا وهناك عراقية تتبنى هذه الفكرة علنا أو إيحاءا من خلال إنضاج فكرة التطبيع وإقامة العلاقات بينهما على المستوى العلني وخصوصا اقتصاديا بعد ما كان من تحت الطاولة لدى بعض الساسة العراقيين وخاصة الكرد حيث تقوم الإدارة الأمريكية بالضغط بهذا الاتجاه وبقوة على الرافضين لها الآن والصامتون والمتخوفون لهذا المشروع الخطير أما إذا بقي هذا التشرذم وهذه التقاطعات السياسية من قبل الأحزاب والنفور الشعبي منهم وضعف الحكومات المشكلة قد نصل إلى خروج هذا المشروع إلى العلن من المطبخ الأمريكي ليرى النور عن قريب رغما على العراقيين الوطنيين ) ..