هل بمقدور أيٍّ من الوسائط او الدول أنْ تتبنى موقفاً وسطياً بين دول الخليج وقطر .! فالوساطة الأولى التي بادر بها أمير الكويت في بداية الأزمة وسفره الى الدوحة , ثم واصل تحركه الى السعودية والأمارات لنقل وجهة نظر القطريين حول المقاطعة الخليجية , ثم عادَ مرةً أخرى الى الدوحة في زيارةٍ قصيرة للغاية , كان يمكن استقراؤها بسهولة عن تعنّت امير قطر او تشبثه بمواقفه وسياسته السابقة , ونشير هنا أنّ امير الكويت اكثر قرباً الى السعودية والبحرين والأمارات , لكنه يدير الوساطة بنسبةِ كفاءةٍ ما ملحوظة وليس بوسعه فعل اكثر من ذلك , وبالرغم من أنّ الكويت اعلنت مؤخراً أنّ الوساطة مستمرّة .! ولم يعلن ” الإعلام ” أيّ لقاءٍ قطري – كويتي .! ومن الصعب الأفتراض بوجود لقاءاتٍ سرية اطلاقاً , كما يصعب وجود اتصالاتٍ مشفّره , فأنظمة الشيفرة يمكن كسرها بواسطة اجهزة الأستخبارات .!
واسطة الوساطة الثانية التي جرى الإعلان عنها فقط .! عبر زيارة وزير الخارجية القطري ” محمد عبد الرحمن آل ثاني ” الى تركيا ولقاءه بالرئيس التركي اردوغان , لكنّه اعلن استعداده للوساطه بأطلاق تصريح منقول عن آيةٍ قرآنية : < كم من فئةٍ صغيرة غلبت فئةً كبيرة > وهو بذلك نفّذ حكم الإعدام المعنوي على وساطته قبل أن تبدأ , ثمّ أنّ لتركيا مصالح اقتصادية وتجارية كبيرة للغاية مع قطر , ممّا يجعل هذه الوساطة STRONGLY REJECTED بالأنكليزية , وَ MARFUD BSHDD بالتركية , اي ” مرفوضة بشدّة ” .!
وَ واسطة الوساطة الثالثة التي نقلتها وسائل الإعلام كسابقتيها , هي لجوء وزير الخارجية القطري ” في خطوةٍ غير مدروسة ” الى روسيا ولقائه بسيرغي لافروف – وزير الخارجية الروسي , وقبل الشروع بذلك اللقاء , < اعلن الكرملين عن عدم استعداد بوتين لمقابلة الوزير القطري .! > , لافروف تصرّف بذكاءٍ ملحوظ وصرّح عن استعداد روسيا للتوسط بشرط موافقة كلا طرفي النزاع , وذلك يعني في اللغة الدبلوماسية ” أنْ لا وساطة .! ” .
بمرونةٍ مطّاطيّه , يمكن الأستنتاج والأستخراج أن لا حلول وسطيّة في الأزمة القطرية , وكلّ الوساطات مكتوبٌ على جبينها USELESS , وبحروفٍ بارزة .!
للولوج الى ” قلب ” الحدث القطري وبكلّ صراحة , فأنّ قطر على استعدادٍ كامل لتقديم بعض التنازلات , لكنّ مصيبة المصائب أنّ ايّ تنازلٍ سوف يجرّها ويرغمها الى تنازلاتٍ اوسع واكبر ومن النوع الثقيل .! وهذا ما يدركه الأمير ومستشاروه , ولذلك فأنّ الأزمة بقيت معلّقة لغاية الآن .! , وهنالك ترجيح بوجود اتصالات سريّة امريكية – قطرية , وربما على مستوى قادة مخابرات , وهذا التمهّل في ابقاء الأزمةِ على حالها يوحي بما يصعب تفكيك رموزه , علماً أنّ هنالك اطراف غير عربية تُذكي نار الأزمة وتزيدها وقوداً دبلوماسياً .!