23 ديسمبر، 2024 4:16 ص

الوزير قرداحي و المصالح القومية .!

الوزير قرداحي و المصالح القومية .!

لعلّهُ من اغرب غرابةٍ في عالم الإستغراب والغرابة ,  أن يظهر ” أمام اضواء وسائل الإعلام ” وزير الإعلام اللبناني السيد جورج قرداحي , وهو يمارس الدَور الأكثر ايذاءً للبنان من وزير الخارجية السابق المثير للجدل ” جبران باسيل ” , وهو ما تجسّد يوم امس بوقف المملكة العربية السعودية لكلّ الأستيراد من لبنان , بالإضافة الى سحب السفير السعودي من لبنان , والطلب من السفير اللبناني مغادرة الأراضي السعودية , وقد اتبع ذلك بطرد السفير اللبناني من مملكة البحرين , وهذه رسالة شديدة الوضوح موجّهة الى الحكومة اللبنانية لعدم اتخاذها ايّ موقفٍ عملي تجاه قرداحي , والإكتفاء بالتصريحات التقليدية بأنّ ما ذكره وزير إعلامها إنّما يمثل رأيه الشخصي , وهي تصريحات غير قابلة للصرف في ايٍّ من مكاتب الصيرفة او الصرافة , ولعلّها تثير القهقهة الساخرة للرأي العام اللبناني والعربي , وكأنّها ” من زاويةٍ ما ” تبرّر او تسوّغ لما تهجّم به قرداحي على ابرز دولتين خليجيتين بل على عموم مجلس التعاون الخليجي , ودفاعه المباشر اوغير المباشر عى الحوثيين , وبالتالي دفاعاً عن الإيرانيين بالضد من المصالح اللبنانية – العربية .

   ما تسبّبَ وزير الإعلام هذا , وما فجّرهُ من قنبلةٍ حديثةٍ قادت سريعة الى افدح الأضرار بالإقتصاد اللبناني ” في كلا القطاعين العام والخاص ” , بالإضافة الى الموقف السياسي اللبناني وانعكاساته وابعاده الخطيرة , فإنّما يتيح للرأي العام ليطرح بعض تساؤلاتٍ ” مهما ابتعدت عن الموضوعية المطلقة ” , فباتَ مشروعاً او مشرعناً القول اذا ما جيء بجورج قرداحي ليغدو كوزيرٍ معارض .!؟ !؟

منصب وزير الإعلام في ايّة دولة يمثّل دَور الناطق الرسمي للدولة او الحكومة , فكيف يمكن الإستيعاب والخيال للعب دورٍ بالضد من ذلك .! وهذا حدثٌ لم يحدث في قواميس السياسة من قبل وعبر التأريخ , وبدا كأنّ وراء الأكمّةِ ما وراءها .! , وإلاّ ماذا ولماذا اصرار قرداحي على عدم الإعتذار عن تصريحاته الهجومية ضد المصالح اللبنانية العليا , وتوصيفه الحرب في اليمن بالعبثية .!

يصعبُ للغاية الإفتراض بأنّ وزير اعلام لبنان على او بهذه الدرجة من السذاجة السياسية المفرطة , ويصعب بموازاة ذلك الإفتراض او التصوّر عدم إقالة قرداحي من منصبه وبشكلٍ فوريٍ او سريع < مع أخذٍ بنظر الإعتبار لمداخلات وملابسات الموقف الرسمي للرئيس ميشيل عون ورئيس البرلمان اللبناني نبيه برّي حول السبل القانونية المفترضة في إقالة وزير يمثل سياسة الدولة > والعمل ضدّ مصلحتها الأقتصادية والسياسية لصالح طهران وحزب الله والحوثيين .!

ويقيناً لو حدث مثل ما حدث لأيّ وزير إعلامٍ آخر في اية دولة عربية اخرى ” كالفعلة الفعلاء لقرداحي ” لجرى إحالته للتحقيق والى المخابرات اولاً .!