في مقالات لم تتسم إلا بحب بلدنا الغالي العزيز وفي عملٍ دؤوب لا يسعفه ولا يقويه إلا ذكر القيمين الذين نرى من خلالهم الوجه النابض لعراقنا الجديد، ومن يتلمس صروح التربية والتعليم ربما يتوجس هول التركة الثقيلة من البنى التحتية والمناهج والتجهيزات وصعوبة توفير كل ما يعزز تطوير ونهوض مفصلي التربية والتعليم.
ومن طروحات نسعى من خلالها جادين لزرع الثقة بين المواطنين والمؤسسات التربوية ولم يكن في حسباننا أن ننتقص من جهود المخلصين والساعين إلى النهوض بكل مفاصل وزارة التربية التي تتحمل جهدا يفوق كل ما تقدمه الوزارت العراقية الأخرى. ولعل ثمة ملامح وخطوات ايجابية سعت إليها وزارة التربية من خلال تبني خطة إعداد الإستراتيجية العراقية للتربية والتعليم وأهمية استخلاص الدروس والاستفادة من تجارب المجتمعات المتقدمة في مجالات التربية والتعليم بما ينسجم ومتطلبات الطالب والتلميذ العراقي من خلال توفير الأجواء المناسبة للإبداع ونشر التعليم والتعلم ومحو الامية وتحسين جودة التعليم والتربية بعد ان استحدثت شعب للجودة في جميع المديريات العامة ودعم واستكمال مشروع القضاء على المدارس الطينية واستبدالها بأبنية مدرسية مناسبة والاهتمام بالكوادر الخدمية والتي من شأنها أن تحافظ على نظافة المدارس بما يحفظ للمدرسة هيبتها وأناقتها والمحافظة على الشروط الصحية فيها.
ولابد ان نكون في موقع الإنصاف للإشارة إلى جهود معالي وزير التربية الدكتور محمد علي تميم الذي فتح آفاقاً علمية للعملية التربوية وسعى وما زال يسعى إلى سلامتها والنأي عنها من طامة الفساد والمفسدين التي عمت مؤسسات الدولة بوجوه عدة ، وكانت لكلماته التي سار على نهجها من دون ابطاء في العمل واجتهد في عطائه دليل انصاف لمسيرته في الوزارة حين قال:”ليس من السهولة بمكان إنجاز أو حصر مسيرة حافلة بمثابات من العطاء والجّد لتحقيق أحلام… بعضها كان مؤجلأ والأخر وليداً ، اعتنقنا مبدأ إنجازها غاية والتفاني سبيلاً ووسيلة فأهمية أي كائن تكمن في أنه يحلمُ ونحن شهود مرحلة. لم ننتظر الفجر بل كنا نسعى اليه جاهدين بتشكيلات الوزارة ومفاصلها المترامية كخلية نحل ويد واحدة أصابعها بعضها يرص الآخر”.
وإذ استذكر ما تلمسته من معالي وزير التربية من سعة صدر وكأنه اصطفى من الإمام علي عليه السلام منهجه حين قال (آلة الرئاسة سعة الصدر) وتواضعه ووطنيته وإحساسه العميق بأن
المواطن البسيط حين يؤشر على خلل فإنما هو صانع معروف ينبغي احترامه وان التواضع لديه وتقبل الآخر قوة ترضي الله سبحانه والضمير وتزخر بالولاء لهذا البلد العظيم، فأني أرى الظلم الكبير الذي وقع ويقع على الوزير تميم ممن تدفعهم النظرة الذاتية والمصالح الضيقة من سوء حكم وتقدير فيكيلون ثقل تهمهم الباطلة بحقه وهم أعلم بأن فساد هذه الدائرة أو تلك حين يحدث من موظف أو مسؤول لا تتم محاسبته إلا بإخبار سريع وليس بعد شهور أو سنين.
وزير التربية محمد علي تميم الذي رفض رئيس الوزراء نوري المالكي استقالته بعد فجيعة الحويجة واستشهاد العديد من ابناء عمومته عاد بعد ان ثقلت موازين الوطن الغالي عنده وبعد ان أيقن ان الدم الغالي لأعزاء لديه غلى عليه الوطن وأثبتَ ان الجرح لا يندمل إلا بحبه. فأيّ إنسان استراح ضميره لخدمة مواطنيه في ظرف يبرر له المحبون لوطنهم هنة هنا أو هنة هناك في وزارة تمتد مجساتها في بيوت العراقيين كافة.