هنري فورد رائد صناعة السيارات، والقطب السياسي الصناعي والسياسي الأمريكي المعروف، هنري صاحب شركة فورد للسيارات، السيارة الأكثر تأثيرا في القرن العشرين في استطلاع دولي.
قد يطول الأمر أن حاولنا ان نتكلم عن هذا الشخص، لكنه جاد بالكثير من أمواله، في خدمة الناس ومساعدة الأخرين، وانشاء مؤسسات خيرية، في بلده الأم الولايات المتحدة، وحتى في دول العالم المختلفة.
فسيارة فورد من طراز تي، هي أول سيارة بسعر معقول، تستطيع الطبقة المتوسطة من شرائها آنذاك، في بداية القرن العشرين، من تأريخ نزولها للسوق سنة (1908 وحتى 1927).
والنجاح الذي حظي به هنري فورد وسيارته، كان نتيجة ابتكاراته الخاصة في صناعة السيارات، وتأثيرها على انخفاض سعر السيارة، ومنها ابتكار خط التجميع بدلا من بناء كل سيارة على حدة.
لكن ما لا يعرفه الناس عن حياة فورد، أنه ولد من عائلة فلاحية، وترك الدراسة في الخامسة عشر من عمره، كي يساعد أباه في تأمين متطلبات العيش، كذلك كان محبا ل الأليات الزراعية، وتعلم كيف يفككها ويصلحها.
تعرض فورد في حياته، الى اتهامات وأزمات شتى، منها ما طالت سمعته الشخصية، والكثير من الاتهامات بالاستغلال والفساد، حتى كاد أن يعلن أفلاسه بسبب الاضرابات العمالية، التي كان يقودها عمال مصانعه، والمطالبين بزيادة أجورهم، في حين ان العامل في مصانع فورد يتلقى أعلى اجر من مثيله، في أوربا وأمريكا.
أضطر فورد مرات عدة، أن يخوض مفاوضات عسيرة لفض تلك الإضرابات، الى العمل ومنحهم ما يريدوه من زيادة في الأجور، انهالت الاعتراضات والشكاوى على فورد، من كل أنحاء الولايات المتحدة، من أصحاب المصانع وحتى أعضاء في الكونغرس الأمريكي ممن لم يتقبلوا خطط فورد الإصلاحية، او ممن أضطر الى زيادة أجور عماله كما فعل فورد مع عماله.
وقد أتهم حينها بأنه شخص استغلالي بغيض، له تعاملات مالية مريبة وغيرها من التهم الباطلة…كل ذلك لأنه كان يعمل وفق ما يراه مناسبا لمصلحته ولشركته.
أن عدنا للعراق، ولست مدافعا اليوم عن أحد، لكن ان حاولت ان أقرأ ما قدمه الزبيدي باقر، من تسلمه لأول وزارة له وهي وزارة الأعمار والأسكان، مرورا بالمالية وحتى يوما هذا.
حين تولى مسؤولية وزارة المالية، برع في إدارتها، واستطاع بخبرته الادارية المالية من انتزاع قرار دولي، بحذف 80% من ديون العراق التي ورثناها عن حكم صدام، ولم تتبق، إلا ديون مملكة آل سعود وتعويضات الكويت، التي أستطاع تخفيضها هي أيضا وبنسبة مهمة…
أما وزارة النقل، فقد ورث عن سابقيه، اثنا عشر شركة خاسرة، حول ثمانية منها الى شركات منتجة رابحة، محولا اياها من وزارة خاسرة تعتمد على الدولة، ووزارة النفط في دفع مرتبات موظفيها، الى وزارة تستطيع أن تعتمد على وارداتها، في أدارة أعمالها ودفع رواتب منتسبيها.
ولم اتطرق الى كل منجزات هذا الرجل ومناصبه، لكن هالني في الأمر ما يتعرض، اليه من هجمة شرسة على الصعيد الإعلامي، فلم تمنع الخطوط الجوية العراقية من الطيران في عهده من الطيران في الأجواء الأوربية، ولم تكن هناك شركات رابحة في وزارة النقل قبل تسنمه المنصب.
بل أن الكثير من الإنجازات في النقل وفي وزارة المالية والداخلية، حدثت حينما كان على رأس السلطة، وتصرف كما يراه مناسبا لمصلحة تلك الوزارات والحكومة، وليس كما يريد الأخرين.
فهل نلقي اللإمة عليه لنجاحه، أم هي عادة المغرضين من مهاجمة الناجحين، كما نعرفها ويعرفه الكثير من ذوي المصالح الشخصية والفاشلين …حدثت في أمريكا من قبل وتحدث في العراق اليوم وغدا…
علينا أن نناقش ونقارن بين الأمس واليوم …ونعرق الحقيقة قبل إن نهاجم.