هي واحدة من اثنين، فاما ان تكون ايران قد حولت برنامجها بعد فشل سليماني المبعوث الى العراق بمهمة مواجهة وحصر خصوم المالكي وتوجيه الميليشيات الشيعية في الحرب ضد داعش او ان رسائل الشيعة في العراق وصلت الى وجوب كف ايران بعد تخريبها الشيعة مع انفسهم بسبب دعمها للمالكي، وهو ما نقله خاتمي بشكل خجول خلال تعليقه على التطورات الاخيرة بالقول: ندعم حكومة قانونية باسرع وقت. ان المالكي مخاطبا الجيش كان يوجه تهديدا مبطنا للسياسيين الرافضين ترشيحه للولاية الثالثة في وقت ليس على المالكي فيه الا الرضوخ للامر الواقع خاصة وانه حصل على تطمينات بالسكوت عن المفاجع خلال فترتي توليه رئاسة الحكومة مقابل تنازله، الا ان اصرار المالكي المدمر سيفتق الرقعة التي سكت عنها خصومه والتي سيصعب اصلاحها اكثر
بالنسبة للولايات المتحدة فهي مسرورة للخطوة الاخيرة بشكل مطرد مع تخوفها من احتمال وقوع المالكي بخطأ متوقع باستخدامه المحتمل للعسكر الموالي له بمحاصرة بقعة ما داخل المنطقة الخضراء كما فعلها سابقا، قد تكون منزلا او مكاتب لبضعة سياسيين مع خاصية اخفائه لملفات الفساد وتحريكها متى شاء، فالعيون الامريكية المتفائلة ترى ان النضام السياسي الناشئ في العراق استطاع ان يتحدى رأس نظام تنفيذي قاسي مثل شخص المالكي الذي كان يبدو للعالمين انه ينشئ نظام دكتاتوري جديد في بلاد الرافدين.
ومع استبعاد العراقيين باحتمالية تحرك الالوية والقطاعات من ابناء عمومة المالكي الذين زج بهم في قواته الموالية له فقد تتحرك وتهدد لكنها ستدرك بان المرحلة المالكية انتهت ولا تريد ان تجازف بسمعتها العسكرية حتى مع تصاعد حدة الخلاف داخل الوحدة الشيعية فهل سيتمكن المالكي لهذا السبب من ان يحرك العسكر ضد الشيعة في الشارع اوالمنطقة الخضراء؟ وهنا يدخل الجيش العراقي مرحلة جديدة يبني بها سمعته التي سحقها مفهوم الانضمام الى تلك المؤسسة من اجل المخصصات الشهرية، فتكوين سمعة جديدة للجيش وهو تقدم فاخر قد يتباهى به ابناء المؤسسة مستقبلا مع حكومة اوضح .
ان وصول نار المالكي الى الجميع هي التي حددت المخاطر وعرفت بضحاياها من السياسيين ودفعتهم للتجمع حول فكرة الاطاحة به وليس النظام السياسي الناشئ بسمعة النجاح فالسياسة العراقية ليس فيها رابح مع كثرة الجيوب والمصادر و الولاءات، عدا عن الكورد الذين حملتهم الخلفية القومية الى النزعة بعد ان كشر المالكي عن انيابه في مناسبات عديدة رافضا الكورد كشريك حالهم حال السنة الذين فضل منتفوضهم داعش على مجرد فكرة الخضوع لسلطة المالكي.
ومن هذا الباب فان دور الوسيط الذي لعبه الرئيس طالباني لم يعد مجديا للتطبيق وهو مافعله الرئيس الجديد معصوم الذي اصر على استخدام كامل صلاحياته برفع العبادي الى المشهد كون المالكي ابن القرية لم يدير الوزارة بشكل عصري بل بدوي بحت حتى انه لم يشغل اي منصب حكومي في حياته عدا عن رئاسة الوزراء هذه فيما يختلف العبادي الحاصل على دكتوراه بالهندسة من بريطانيا عن الاول فكل المؤشرات والتوقعات تقول ان سيغير مفهوم الارتباط والعلاقات مع ايران، ولا نريد ان نكون متفائلين اكثرحتى لا نتذمر اكثر لاحقا.