18 ديسمبر، 2024 5:25 م

الوحدة العربية ” والبداءلٌ المفترضة!

الوحدة العربية ” والبداءلٌ المفترضة!

على الرغم منْ أنّ شعار ” الوحدة العربية ” الذي كان يملأ الآفاق العربية وتزخر به الجرائد والمجلات العربية بموازاةٍ مع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة , وكانت خطابات وتصريحات المسؤولين العرب بشأن ” الوحدة العربية ” تتصدّر احاديثهم , والتي غدت في حينها كغذاءٍ روحي للمواطن العربي < بوجباته الثلاث > والتي لا يستطيع الإستغناء عن ايّ منها بقناعاتٍ سيكولوجية وفكرية , لكنّه وكما معروف , وربما غير معروفٍ بدقة للأجيال الحديثة , فمنذ رحيل الرئيس جمال عبد الناصر , ومجيء الرئيس السابق انور السادات < مع ما رافق ولايته من توقيع معاهدة كامب ديفيد مع الأسرائيليين وبقائها نافذة المفعول الى غاية الآن ! , مع توسيع مساحتها وأبعادها عبر عمليات التطبيع > فقد تلاشى وتشظّى هذا الشعار من كافة وسائل الإعلام العربية , وربما من الذاكرة القومية ايضاً .. وثُمَّ , إذ أوكلَ الأمر الى الجامعة العربية لتتولى ادارة الشأن العربي ” الى حدٍ ما ” ولم تنجح في تفكيك معظم المعضلات العربية – العربية السياسية والخلافية , وحيث من ثوابت ميثاق هذه الجامعة أن يكون ألأمين العام لها مصرياً وبشكلٍ محدد , وكان ذلك جارياً منذ تأسيس الجامعة العربية في 22 آذار – مارس في عام 1945 ” بأستثناء المدة التي جر نقل مقر الجامعة الى تونس وتولى ادارتها السيد ” الشاذلي القليبي ” من القطر التونسي , إثر زيارة السادات لتل ابيب وتوقيعه الأتفاقية السيئة الصيت , ومن ثَمّ عودة الجامعة الى ” مهدها ” في مصر , وإذ يدرك ” القاصي قبل الداني – او كلاهما معاً ” أنّ ايّ امينٍ عامٍ للجامعة العربية لابدّ أن يخضع لسياسة الدولة المصرية ” شاءً أم أبى ” , ولعلّ ما يوازي ذلك تقريباً من كلتا الزاويتين النوعية والكمية , فإنّ بعض دول الخليج هي التي تلعب او تغدو مركز الثُقل في ادارة دفّة مسارات هذه الجامعة ” المملكة العربي السعودية ” تشكّل الأنموذج المتقدّم في ذلك مع مرادفاتها الأخريات من بعض الشقيقات العربية

الى الآن , وكأننا لم نطرح أيّ جديد , وكأننا ايضاً لم ندوّن أية كلمةٍ ” مهما تزاحمت أحرفها المتدفّقة بتدافعٍ وغزارة , لكنّ المسألة المخزية لهذه الجامعة العربية أنّها فشلت فشلاً ذريعاً ومريباً .! بأنّها لم تستطع ولم تتسع رؤاها لإنشاء وتشييد , وحتى لرسم تصميمٍ مفترضٍ لِ < عَلَمٍ او رايةٍ تمثّل كلّ الأقطار العربية المنضوية في عضوية الجامعة > , كما لا نهبط ولا نرتقي بالقول الى عدم تشكيل ” فريق كرة قدم بتكون اعضاء فريقه من كافة الدول العربية , وليمثّل العرب في المحافل الدولية الرياضية > .!

الحديثُ والإسترسال عن الجامعة العربية يفوق الآلام الناتجة عن العملية الجراحية لإزالة ” المرارة ” بما هو أكثر وأشد مرارة .!