23 ديسمبر، 2024 3:53 ص

الوجود في المشهد غاية الصراع

الوجود في المشهد غاية الصراع

إن البقاء أكثر هدف يسعى له الجميع، ويحرص على إبقاء الأمور بالوصف الذيينسجم مع تطلعاته، وهذه الغاية يسعى خلفها البشر جميعا بدء من طلب الخلود في الدنيا ومثالها ملحمة كلكامش وانتهاء بطلب السلطة والحكم الذي يمثل هدفا للعديد من البشر.
إن الساحة السياسية وفق النظام الديمقراطي تمثل حالة من التنافس بين التيارات والأحزاب السياسية بمختلف مشاربها ومشاريعها، والوصول للسلطة يتطلب الحصول على ثقة الشعب بما يطرحه الحزب من روئ وأطروحات، ولكن نيل الثقة قد لا يستمر بسبب بعض التصرفات والأخطاء التي تصدر من المتصدي لشؤون الحكم، وهذا يقلل من دعم الجماهير لذلك الحزب لعجزه عن تحقيق ما أقنع به الشعب من قبل.
إن المشهد السياسي العراقي وتغيراته ما بعد عام 2003 أوجد حالة من التنافس السياسي الذي يعتمد خطاب الطائفية والقومية سلما للوصول إلى السلطة والمشاركة في الحكم، حتى أضحت الأمور أكثر تعقيدا بوجود المحاصصات المذهبية والفئوية، وبسبب طبيعة الحياة المتغيرة أصبحت تلك الخطابات منبوذة من الشعب ومستهجنة بعد الصعوبات التي عصفت بالمجتمع العراقي من جراء حرب الطائفية ونكسة حزيران عام 2014 وما رافقها من تداعيات النازحين وغيرها.
ومع قرب المشهد الانتخابي العراقي نجد أن جميع الأحزاب والتيارات السياسية قد استنفرت طاقاتها لأجل نيل الثقة من جديد، ولكن تلك الغاية تقف بوجها العديد من المعوقات التي ترعب تلك الأحزاب ذاتها، كون المتصدي أصبح عرضه للاتهام لعدم تحقيق المشروع الذي أمن به الناس وصوتوا لصالحه، وتلك المخاوف تحيط بمن تصدى للحكم بدرجة أولى ومسك بيده كافه المقدرات وفشل في تحقيق الهدف المنشود.
إن الوجود على الساحة السياسية بعد الإنتخابات المقبلة، يتطلب وجود تيارات تؤمن بالوطنية والاعتدال وتأخذ منهج الانفتاح غاية لتحقيق التكامل السياسي مع منافسيها، وتعمل على طرح كفاءات وعقول سياسية تدير دفه العراق نحو بر الأمان وتحاول أن تتجاوز الأخطاء الماضية على الرغم من كثرتها.
وبوجود هكذا رؤى سيندفع الجمهور بشكل كبير نحوها لإعطائها الثقة لتسيير أموره والرقي به وتحقيق نجاحات كبيرة، ولكن الخوف الذي يعتري البعض في عدم التحصل على موقع له في المرحلة المقبلة سيبرز كثيرا في الأيام القادمة ولكن على الشعب الحذر من أضعاف المعنويات وتعميم الفشل كون تلك الأوصاف تخص الفاشلين.
لذا نجد إن الصراع المحتدم مابين القوى السياسية بدء من مرحلة الائتلافات ما قبل الإنتخابات وهذا يوضح بشكل جلي الإشكاليات الكبيرة التي تورق أذهان البعض في كسب مقعد له في المرحلة المقبلة، ولكن الخوف يكمن في نزول الصراع إلى الساحة الشعبية خلال الأشهر السابقة لموعد الإنتخابات في أيار.