22 نوفمبر، 2024 5:22 م
Search
Close this search box.

الوجود الممكن والواجب وفق المعقولات الثلاث

الوجود الممكن والواجب وفق المعقولات الثلاث

تكلمنا عن إمكانية أن يكون الوجود على نوعين، الأول هو واجب الوجود، والثاني ممكن الوجود.

واجب الوجود – إذا سلمنا بوجوده – موجود دائما بالاتجاهين، أي الأزلي والأبدي، لأن وجوب وجوده يعني امتناع عدمه، والامتناع لا يكون في زمن ولا يكون في زمن آخر، وهكذا الوجوب.
ممكن الوجود إما موجود وإما معدوم، فإمكان وجوده يعني أيضا إمكان عدمه.
ممتنع الوجود معدوم دائما، لأن امتناع وجوده يعني وجوب عدمه.

الوجود والعدم نقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان.

هذه ضرورة عقلية، وبديهية الإدراك، وبالتالي مستغنية عن الدليل، أي لا يمكن أن يكون ذات الشيء في نفس الوقت ونفس المكان وبالمعنى الحقيقي، علاوة على توفر كل الوحدات الأخرى التي يوجبها علم المنطق، موجودا ومعدوما، وهذا معنى «لا يجتمعان» أو يكون لا هو موجود ولا هو معدوم، وهذا معنى «لا يرتفعان».

الوجوب والامتناع نقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان.

لأن الوجوب واجب وجوده، والامتناع واجب عدمه، وإذا حذفنا لفظة (واجب) من كل من المقولتين وجب اجتماع الوجود والعدم، وهذا محال لتناقضهما كما مر.

أو بتعبير آخر:

لأن الوجوب ممتنع عدمه، والامتناع ممتنع وجوده، وإذا حذفنا لفظة (ممتنع) من كل من المقولتين، وجب اجتماع العدم والوجود، وهذا محال لتناقضهما كما مر.

الوجوب والإمكان يحتملان التناقض، والنقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان. ذلك لأن الوجوب وجود دائما، والإمكان إما وجود وإما عدم، أو هو وجود في مكان أو زمان، وعدم في مكان غيره أو زمان غيره، والوجود والعدم نقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان. فإذا لم نقل بالتناقض بين الوجوب والإمكان، فبعض الممكن نقيض الواجب حتما، لأن بعض الممكن معدوم إمكانا، والواجب موجود وجوبا. ومع هذا لا تعتبر مقولتا الوجوب والإمكان متناقضتين، حيث لا تناقض بين ما يكون وجودا محضا، وما يكون بعضه وجودا وبعضه عدما، ولعدم تحقق وحدة الموجود والمعدوم. ولكن إذا ذكرنا الوجوب والإمكان بشرط الوحدات، من وحدة الزمان، وحدة المكان، وحدة النسبة، وحدة المعنى الحقيقي، وإلى غيرها من الوحدات الواجب توفرها، ليكون التناقض تناقضا.

أو بتعبير آخر:

كل الواجب = موجود (كائن)
بعض الممكن = موجود (كائن)
وبعض الممكن = معدوم (غير كائن)

مع لحاظ أن قول «كل واجب» يشتمل على فرض تعدد الواجب، وإن امتنع، ذلك على قاعدة عدم امتناع فرض وجود ممتنع الوجود، المعروفة بعبارة أن فرض المحال ليس بمحال، فهنا (فرض) وجود ممتنع الوجود ممكن، وليس نفس (وجود) ممتنع الوجود ممكنا.

الامتناع والإمكان يحتملان التناقض، والنقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان. لأن الامتناع عدم دائما، والإمكان إما وجود وإما عدم، والعدم والوجود نقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان. ومع هذا لا تعتبر مقولتي الامتناع والإمكان متناقضتين، حيث لا تناقض بين ما يكون عدما محضا، وما يكون بعضه عدما وبعضه وجودا، ولعدم تحقق وحدة الموجود والمعدوم.

أو بتعبير آخر:

كل الممتنع = معدوم (غير كائن)
بعض الممكن = معدوم (غير كائن)
وبعض الممكن = موجود (كائن)

ولا يمكن أن يكون الجزء نقيض الكل.

أو بتعبير آخر:

الموجبة الكلية = نقيض السالبة الجزئية.

والسالبة الكلية = نقيض الموجبة الجزئية.

أحدث المقالات