23 ديسمبر، 2024 5:02 ص

الوجه الآخر.. لنيوتن .. ومايكل هارت

الوجه الآخر.. لنيوتن .. ومايكل هارت

في أقلّ من ساعة انتهيت من قراءة كتاب .. “نيوتن”.. للأستاذ عبد الله لعريبي .. ضمن سلسلة مشاهير العالم ..دار كليك للنشر .. الجزائر.. الطبعة الأولى 2007.. من 48 صفحة ..

الكتاب بسيط جدا .. وسهل الحمل والقراءة .. إعتمد صاحبه على الاختصار .. وقليل من المراجع .. وركّز على محطات بعينها .. يريد عمدا أن يلفت القارئ إليها..

صاحب الأسطر لن يتطرق إلى الجانب العلمي الدقيق لنيوتن .. وكذا نظرياته العلمية .. فهذا علم له أهله وأصحابه .. لكنه يتطرق لبعض الملاحظات .. التي استوجبت التوقف والتأمل ..

طرد الكبار .. جاء في صفحة 09 .. أن أمه “أخرجته من المدرسة، بعد أن شكا مدرسوه أنه لايهتم كثيرا بما يقولون” .. وظاهرة طرد العظماء والعلماء من المدارس .. تحتاج لوقفة .. ودراسة .. فكم من طفل حدّثنا عنه التاريخ .. أنه طرد من المدرسة .. بحجة الكسل .. والتهاون .. والضعف .. إذ به يمسي من كبار .. المنظرين .. والكتاب .. والمخترعين ..

دور المنافسة .. الصراع الذي عاشه نيوتن مع معارضيه .. واتهامه بالسرقة العلمية .. والسطو على النظريات العلمية.. ساهم بشكل كبير في تفجير طاقاته .. وبروز مواهبه العلمية .. وتميّزه في اختراعاته .. مايدل على أهمية الصراع الفكري .. والمنافسة العلمية.. في تفجير الطاقات .. والمواهب.

نيوتن بين مادحيه وقادحيه .. القارئ جين يتصفح الكتاب .. .. يلفت إنتباهه، أن الأستاذ عبد الله لعريبي ذكر .. آراء المؤيدين لنيوتن.. والمعارضين له.. تحت عنوان.. “نيوتن بين مادحيه وقادحيه” .. صفحة 45 ..

إن النقد.. يرفع .. القائل .. والمعني.. ولا يضر الناجي .. ولا يسىء للمعصوم .. ومن إعتبر النقد إهانة .. ظل أسير جاذبية الأرض .. ولن يعلو .. ولن ينعم بخفة .. وصفاء السماء .. والفضاء.

إعتمد صاحب الكتاب على كتاب.. “الخالدون مائة أعظمهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم” .. لمايكل هارت ..

إنصاف عالم الفلك.. تحدث صاحب الكتاب في صفحة 46،عن مايكل هارت، فقال .. “العالم الفلكي الرياضي المعاصر مايكل هارت، الذي يعمل في هيئة الفضاء الأمريكية” ..

والقارئ والمتتبع، حين يقف جيدا على هذه الصفات العلمية ..  يعلم جيدا .. أن الموضوعية التي إمتاز بها مايكل هارت .. في كتابه “الخالدون مائة أعظمهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم” .. كانت مبنية على حقائق علمية مجردة .. لم يشبها حقد .. ولا حسد .. مايدل على أن العلم .. إذا كان لغاية نبيلة سامية.. توصل لكل ماهو سامي .. حتى لو عارض قناعاته .. وما تربى عليه .. كما هو الشأن مع كتاب .. “الخالدون مائة ..”.