مفردات وعناصر الواقع الفاعلة في أية حالة لا يصح إغفالها , والتواصي برؤى وتصورات قائمة في دياجير النفوس والأدمغة , التي تتوهم الصوابية والصدق المطلق.
الواقع بما فيه من تناقضات وتفاعلات يرسم ملامح المرحلة ويحدد مناهج وأسابيب السلوك فيها , ولا تستطيع أية قوة أن تغير مجرى الأمور , إن لم تستوعب ما يتحقق في الواقع الذي تريد التعامل معه.
فالإنطلاق الحقيقي يكون من القاعدة إلى القمة وليس العكس , لأن القمة ربما تكون معزولة عن هموم القاعدة وتطلعاتها , بأسوار من الحاشية والمصدات البروتوكولية , التي تحجب آليات تواصلها مع الجماهير الساعية نحو أهدافها.
وهذه عاهة قيادية مؤثرة في حياة المجتمعات التي تنوء من النواكب والويلات , والتخاصم فيما بينها وقياداتها المقطوعة عنها.
فكيف يمكن إدراك ما تريده الجماهير والتعامل معه بعملية وواقعية تؤدي إلى إنجازٍ نافع للطرفين؟
ذلك يستدعي هبوط القيادات إلى مستوى جماهيرها , لتتفاعل معها بعلمية ووعي وإدراك حقيقي لهمومها وما تتطلع إليه وترغب فيه , ويحتاج شجاعة وجرأة ونكران ذات وشعور بالمسؤولية , وقدرة وطنية على الإقدام والتضحية لِما هو أسمى وأنبل.
ويتطلب رجالات يتحلّون بالإرادة الوطنية الثاقبة , والعمل الجاد على تغيير واقع الأحوال إلى ما هو أفضل , وإيمان بقدرات الجماهير وأهليتها لتحقيق طموحاتها , وقيادة ذات وعي إنساني وحضاري , يؤهلها لتوفير الفرص والإستثمار الإيجابي بالطاقات الكامنة , وإعدادها لإنجاز مشاريع وطنية ذات قيمة إقتصادية وعلمية.
فهل تتوفر في المجتمعات المنكوبة قيادات بمستوى الطموحات؟!!