18 ديسمبر، 2024 11:06 م

الواقع لا يُدرَك والمُدرَكُ لا يُمسك!!

الواقع لا يُدرَك والمُدرَكُ لا يُمسك!!

الواقع تفاعل مفردات وعناصر والإدراك تمثلها , وما بين التفاعل والتمثّل فجوة معلوماتية وباحة إستشعارية , وطاقة إحتوائة , وقدرة تنافرية وتجاذبية ذات مجالات قوية , تساهم في إستحضار المفاهيم المعنوية والمادية اللازمة لتوصيف الفعل , وتقدير النتائج وصيانة الذات والموضوع , وتفتيق المدارك وفتح أبواب الدخول إلى مرابع الخفايا والمكنونات الجوهرية , التي تشير إلى حقيقة ما يحصل في بودقة الصيرورات الإنسانية.
وهذه الفجوة التي تتسع أو تضيق , هي العامل الأهم في تحديد قدرات التعرف على الواقع المحتدم التفاعلات والدائب المتغيرات , والذي يخضع لقوانين واضحة وخفية , وعوامل مساعدة ومعوقة في آنٍ واحد , مما يجعل النظر معقدا والتصور مشوشا والتفسير قاصرا , لأن ما يصح في لحظة زمنية ومكانية لا يدوم ويصلح في غيرها , بفعل الدوران وقوة الجذب والشدّ والإنقباض والإنبساط التفاعلي الدفاق.
وعليه فأن القول بإدراك واقع ما إنما يشير إلى حالة معينة من التفاعل معه , وقد لا يصل إلى وعيه وتفسيره وفهم محتواه , فالفهم عليه أن يكون متواكبا ومتجددا ومتأثرا بالمتغيرات المفروضة على أية حالة تفاعلية كائنة في الحياة , والخاضعة لمبررات الديمومة وتفادي الإنتهاء.
ومن هنا فأن المفكرين والمنظرين يتصدون لصيرورات زئبقية الملامح والتجليات , ولا تنصب في قالب نظري وتتشكل وفقا لهيأته , ففي ذلك تعارض أو تقاطع مع ديدن الدوران , وتناقض مع قانون التجدد والتوالد والنماء.
وكثيرا ما نقع في خطيئة حشر الحياة في قوالب نظرية وأشكال هندسية جامدة , ونحسب ذلك معرفة وقوة وقدرة على السيطرة والتمكن من إدارة دفة المفردات , الساعية نحو مركباتها وإرادتها الإنتاجية المتنوعة , وفي ذلك خدعة ومحاولة للإنتصار على الضعف البشري , والتوهم بالقوة والإقتدار.
كما أننا ننكر الواقع ونتجاهله , ونبقى مصفدين في صناديق النظريات والتخيلات والتهيؤات , المقطوعة عن أصل ما يتحقق في قلب الموجودات , التي لا تعرف السكون والثبات.
ولهذا فأن لكلّ نظرية عمر بايولوجي بعده تتآكل وتنتفي قيمتها ويغيب دورها , ما دام كلّ مَن عليها فان!!