23 ديسمبر، 2024 2:55 ص

الوازع والضمير مستتر

الوازع والضمير مستتر

مواقف عديده يقف عندها  الأنسان بين الحين والآخر لتقيم وضعه ومحاسبة نفسه  نابعة  من دواخل ذاتيه متأثره بمحيط نشأته ودائرة علاقاته , يقول ارسطو ( الظلم من طبع النفوس وانما يصدها عن ذلك احد علتين أما عله دينية لخوف معاد أو عله سياسيه لخوف سيف ) , هذه الوقفة تساعده بإصلاح ذاته وتعميق تجربته بالحياة , عام 2005 جرت عملية انتخابية بالعراق للحكومات المحلية ومجلس النواب بآن واحد فاز من فاز بعد ان وضعت الجماهير ثقتها بمن تعتقد أهلا لها , ولأن الأمور لازالت رماديه وغمامة الطائفية وغياب الوعي والمعرفة بالكثير من المرشحين  لازالت تغشى العيون والافكار أنعكس سلبا على اداء الكثير منهم , ديدن الناس كان محصورا بالتغيير وممارسة الإدارة اللامركزية في المحافظات  , خصصت ميزانيات مهولة بمليارات الدولارات لأعمارها ,  بغية استيعاب العاطلين عن العمل اولا  ومعالجات سريعة لواقعها مؤمنين أن ابناء جلدتهم سيكونون عونا لحل مشاكلهم ومعاناتهم .

البصرة الفيحاء وبوابة الخليج واحدة من هذه المحافظات التي  تطفوا ارضها على بحيرات نفطيه لا تنضب , وواقعها متردي وخدماتها دون خط الصفر تعاني من ملوحة الماء  الصالح للشرب منذ عهود قديمة , الجميع يتوقع  ان يكون مشروعها  الأول معالجة مياه الملوحة فيها والبدء بمشروع  تحلية مياها لتصبح صالحة للشرب ضمن أوليات عملها ودائرة أهتمامها  ,  لهذه الازمة المستديمة بتخصيص المال اللازم للبدء بها , الأمر لم يأخذ باهتمام حكومتها المحلية  ولا بحساباتها المستقبلية لضعف المواطنة وتسلط الاحزاب وغياب الرادع الاخلاقي والديني والوطني  وكذلك غياب الضغط الجماهيري  , هذا الأهمال واللامبالاة انسحب على اكثر المحافظات أهمالا وتهميشا , الجماهير الثائرة والمنتفضة عليها ان تصب جام غضبها على المحافظين ومجالس المحافظات  الذين هدروا المال العام  واستحوذوا عليه لمآربهم الحزبية والشخصية وخانوا الامانة , سنوات مرت لم نرى من يحاسب نفسه وينتقد عمله ويراجع انجازاته بل يتسابقون على الكرسي  والمقاولات ويهتموا بالكومشنات  بعيدين عن أعين الرقابة والمحاسبة والعقاب بغطاء الحزبية والكتلوية لتغطية فسادهم   , استبشرنا خيرا بقرار مجلس الوزراءالموقر بتأليف لجنة لتدقيق عمل المحافظين ومراجعة المشاريع طيلة الفترة الماضية للوقوف على مصداقيتها والاموال التي صرفت على ضوؤها . مرور هذه السنوات العجاف بدون محاسبة تقصير أداري تتحمله الدولة لأنها المسؤولة عن أموال الشعب من خلال تعطيل عمل دوائر النزاهة وديوان الرقابة المالية , الوازع والضمير مستتر مع الأسف عند من مُنح الثقة وبويع ليكون مدافعا وأمينا على مصير الناس .