19 ديسمبر، 2024 1:53 ص

الوأد ..وضعاف النفوس من السفهاء

الوأد ..وضعاف النفوس من السفهاء

لاشك أن المتواضعون ينطلقون من خزينٍ ممتلئ ومعبئ بالحكمة والمعرفة في سلوك حياتهم يؤثرون على أنفسهم لدرجة أنهم يقدمون دمائهم وأرواحهم أن تطلب الأمر لذلك ،ليس لديهم عقد ذاتية ولا أمراض سادية وأنانية النرجسية في التعامل مع الناس ,هم كالبحر ولكن ماؤه حلو كلما أخذت منه ازددت أرتواءً،فالأواني الفارغة تُصدر ضجيجاً أما الأواني الممتلئة فأنها لا تُصدر الأصوات ،تجد المتواضع ينشد للحب والمحبة وللتسامح وله شعار بأن العفو هو طريقه الأمثل لمن يسيء له ثم يتجاوز عن الإساءة ويردها باﻷحسان للمسيء .

فالوأد :يأخذ أشكال وأنواع متعددة حسب طبيعة انحطاط سلوك الوائد ,الذي يعيش السايكوباثية في ذاته ويريد أن يتخلص منها في الإسقاط عن طريق التشويه وتسقيط الآخرين أمام مجالس الرجال أو في محافل اللقاءات والاجتماعات بالحديث عنهم ببهتان وزور في محاولة لإيهام المجتمع بأنهم أشخاص غير مرغوب فيهم ولا يمتلكون القدرة على أدارة موقع ما أو منصب ,وذلك لإزالة بريق الشخصية والهيبة التي تحيط بشخصٍ ما ,توفرت فيه أسباب كثيرة وأهمها سبب الشرف الذي يمنعه من الأذى بحق الناس ,فأصله ومكانته وأسرته وبيئته التي عاش فيها تعطيه مقومات تمنعه من الفعل الطالح المؤذي ,أما من لا يمتلك ما يفتخر به فأنه يعيش الخذلان والعوز الذاتي مع نفسه تراه يخطط للتآمر ويعمل بعقلية الفشل ,وأد منازل الرجال جريمة كبرى ترتكب بحقهم لا تقل عن باقي الجرائم بل هي أشد ايذاءاً من القتل لأنها تستهدف معنوية الإنسان بتاريخه,ما علينا هو التعريف بمنزلتهم المحترمة وبمآثرهم وبأخلاقهم وسلوكهم الحسن ,وحسن أدبهم في التعامل,ونقل الصورة الحقيقية عنهم ,لا صورة تخالف الواقع ملؤها التجني عليهم,أذكروا منازل الرجال بين أشراف الرجال ,ما قيمة الحياد وأنت في مجلس تجد هنالك تطاول على رموز أو شخصيات تمثل هويتك ؟ ما هو موقفك منهم ؟ السكوت أو المجاملة معهم بالضحك أو مشاركتهم بالحديث وأنت تدرك أنه باطل وكلامٌ أشر ,أن كنت مغلوباً على أمرك فالأجدر بك الاعتزال من هذه المجموعة لأن لا يسجل التاريخ أنك هادنتهم أو تبعت هواهم ,ولعل ما حدث مع سيد الألم علي (ع) عندما ضربه أبن ملجم في محراب

صلاته وقضى نحبه شهيدا ,وصل الخبر لأهل الشام عندئذ قالوا المقولة الشهيرة{وهل علي يصلي ؟) لم يكن وحده الإمام الذي مورس بحقه هذا النهج بل جميع الذين رفضوا الانصياع والخنوع للمفسد فأن الفاسدون يلجأون للتنكيل والتزييف بالحقائق لفرض أفكار ورؤى وثقافة جديدة على الناس تتضمن أموراً بعيدة عن الواقع ,الكثير من الشخصيات تسمع عنهم كلام ذميم وغير لائق فتكون ردة فعل نفسي باتجاههم ,فتنسج صور مظلمة وسوداوية في ذهنك لما سمعته عنهم ,وعندما تسمح الفرصة بأن تلتقي بهم وتسمع حديثهم وترى أفعالهم تتغير نظرتك عنهم وكل ما قيل بحقهم كان افتراءٌ وكذب .

أحدث المقالات

أحدث المقالات