23 ديسمبر، 2024 4:28 ص

الهيئة العربية للمسرح تثرد بصف اللكن

الهيئة العربية للمسرح تثرد بصف اللكن

لن اشرح هذا المثل العراقي لأن الجوجل ليس لديه عطلة اليوم, بكل اختصار, في الدقيقة 25 تم قطع الصوت عن الدكتور فاضل السوداني حينما كان على منبر الهيئة العربية للمسرح في تونس ينفي مصطلح المسرح الرقمي, ودليله مقطع فيديو عن لقاء بعنوان مقهى بغداد عبر سكايبي في عام 2006م اظهر احتفالا بعيد ميلاد سرمد السرمدي اعتبره البعض اول مسرحية رقمية وبنيت عليه المقالات والبحوث الأكاديمية !, وقد تم عرضه في المؤتمر من قبل الباحثة الجزائرية صوالح وهيبة التي انتقدت هذا المصطلح في بحثها المقدم في المؤتمر والذي كان الدكتور معقبا عليه, ومن هذه الحادثة نفهم ان الهيئة اعتبرت مصطلح المسرح الرقمي غير قابل للنقاش لحصانته الاكاديمية كما يتضح ذلك من امتعاض رئيسة الجلسة ومن قاطع الجلسة ليقرأ خبر عاجل مفاده الدعوة الى الحوار الهادىء وهو المسرحي غنام صابر غنام عضو مؤسس في الهيئة, وقد عم الهدوء فعلا بقطع الصوت عن الدكتور كما يتضح من خلال الفيديو المنشور في صفحة الهيئة على موقع اليوتيوب, مع الأسف.

من لا يغريه تواصل اسهاب المقابل ليأتي بذاكرته ما لذ وطاب من الامثال الشعبية العراقية, تخوط بصف الاستكان تثرد بصف اللكن يحجي سبعة اشهر, تعالوا نحسبها معا, لما انشر مقال متواضع ملخص مختصر مفيد لا يتجاوز حد المعلومة وتعليقي عليها, والمعلومة هي قطع الصوت عن المسرحي الدكتور فاضل السوداني اثناء ابداء رأيه بمصطلح المسرح الرقمي الذي سوقت له الهيئة بهذا الفعل, وشرعنته ليكون بمثابة دليل ببراءة المصطلحين من أي جلسة حكم نقدي ودرع تحصين مسرحي عربي بحكم انتشار عنوان الهيئة ضد كل المنتقدين, وتعالوا نعود للمقال الذي نشرته تحت عنوان الهيئة العربية للمسرح تخوط بصف الاستكان, فقد ركزت على فعلة قطع الصوت واعتبرتها وقوفا بصف الطرف المنادي بالمسرح الرقمي, وليس لي وقت اضيعه في اثبات عدم وجود مسرح بدون لقاء مباشر بين الممثل والجمهور لأنني لو حاولت لبدأ الشك في شهادتي الدكتوراه وكل من منحني اياها, لانني درست اختصاص فن المسرح وبفرعه العلمي الدقيق التمثيل حصرا, الذي يؤكد على ان اللقاء المباشر بين الممثل والجمهور هو ما يميز هذا الفن أي المسرح والتمثيل المسرحي الذي هو من اختصاصي كباحث اكاديمي, لهذا فأمامي خيار واحد وحيد لا غير مع الاسف, وهو الاستمرار في تقصي خطوات هذه الهيئة املا في ان تكون على قدر ما منحت من ثقة ومال ومساحة ثقافية, على مستوى الوطن العربي, والسعي لكي تعيد النظر في ما حدث, لأن كل ما سبق هذه الحادثة من خطوات تشريعية وتنفيذية اصبح مثال شك بالنسبة لي, وبوصف هذه الهيئة عنوان العناوين في المشهد المسرحي العربي حاليا, فلن اتقبل منها الثرد بصف اللكن, بسم المسرح عموما والعربي خصوصا.

حينما يكون الرد على مقالي المتواضع عن قطع الصوت من خلال المسرحي غنام صابر غنام على الفيس بوك وغيرها من المواقع مقتصرا على تأكيده بأن الهيئة تتسع لجميع الاراء ولم يتطرق الى حادثة قطع الصوت عن رأي, فهذا ثرد, وعندما ابحث عن موقع المسرحي المحترم في هذه الهيئة واجده عضوا مؤسسا, فهنا اصبح الثرد رسميا وليس بداعي المودة والتفاوت المحمود في الرأي والذي بيني وبينه وغيره في احترام متبادل طوال سنوات تواصلنا عبر العالم الافتراضي, كان لي محاولات في اثبات بعض ثغرات البديهي في فن المسرح, وقد اكون اول من اعترض بدليل, على المسرحي صلاح القصب بكون مسرحه مسرحا للصورة كما يبين كتابه الصادر عام 2003م وبدليل وجود كتاب مسرح الصورة منذ 1976م للناقدة بوني مناركا, والمصدر مقابل المصدر خلاص حينما يمتد النقاش ليتخذ الثرد منهجا.

من باب توخي الثرد والخوط, هذه دعوة للهيئة, ولكل باحث وناقد وفنان وجمهور مسرحي, لرفع مطالبة بإعادة النظر من قبل الإطراف الراعية والداعمة ماديا ومعنويا لعمل الهيئة العربية للمسرح, لغرض إعادة تقييم نتاجها منذ التأسيس, بناء على كونها تتخذ من المسرح العربي عنوانا, لا يمثلها حصرا ولا دولة بعينها فقط, بل كجامعة لهذا النطاق الأوسع, بما يشكل هوية كل متصل بالعنوان, وبوصفها احد مصادر النقد والبحث الأكاديمي في مجال فن المسرح, في الوطن العربي, وأقدم بدوري أول مطالبة وأتمنى أن تكون الأخيرة, أطالب الهيئة ومن وراءها بعرض فيديو الدكتور فاضل الذي تحدث من على منبرها في تونس دون ان ينال كلماته القطع من رقابة الهيئة على رقاب البحث الأكاديمي المسرحي, العربي.