هوان: ضعف وخزي
“مَن يَهن يسهل الهوان عليه…ما لجرحٍ بميتٍ إيلامُ”
عندما تتعفر الكراسي بالهوان , يكون من السذاجة مواجهتها , لأنها تمتعت بخزيها وتبعيتها وذيليتها , فلهذه السلوكيات محفزات وتعزيزات يباركها الأسياد وكل مَن عليها داس.
الهوان سلوك له مردوداته الإيجابية الكفيلة بتأمين الرغبات المطمورة في أعماق النفوس السيئة , الراضية بالتحول إلى أدوات تحقق إرادة المسخَّرين لها لتأمين المصالح , وإنجاز البرامج والمشاريع والأجندات اللازمة للإستلاب والإستحواذ على البلاد والعباد.
فالساحة تزدحم بالأصوات الصريحة الواضحة المدوية قولا وفعلا , وما غيّرت شيئا , ولا حرّكت شعرة واحدة في مفرق الكراسي الغاطسة بالفساد والمحسوبية والإذعانية العالية.
فلماذا نخاطب الأموات؟
ولماذا نتفاعل مع جيل معوّق نفسيا , ومضطرب سلوكيا , ومضلل فكريا , ومرهون عاطفيا , ومؤديَن إنفعاليا؟
إن التفاعل المباشر مع هذه الحالات يمنحها قيمة ودورا , ويوهمها بأنها ذات مقام رفيع ولا مثيل لها في المجتمع , ويجب أن تقود وتستولي على ما تشاء , فهي التي تغنم ولها المشروعية الكاملة بأخذ ما تريد وترغب , وليتعالى الصياح , فهم “يكرفون”(يأخذون ما يريدون بغير حساب) , والعاجزون بأصواتهم يلعلعون , وما أخذوا من أحد , بل يرضعون حليب الأرض الأسود الميمون.
قل ما تشاء , فالميت بلا إحساس , والضمير أصابه اليباس , وفي الكراسي أرجاس وأنجاس , فلماذا تتظلم الناس؟
الوطن بضاعة , والشعب بضاعة , والدين تجارة , والتأدين شريعة المتاجرين بالبشر المغفل المخدَّر بالأضاليل.
فهل ينفع الكلام , وفي آذانهم وقر , وقلوبهم أقسى من الحجارة , ونفوسهم ذات دخان؟
وإن الذل تاج على رؤوس المارقين, والذليل عميل أمين!!
د-صادق السامرائي