23 ديسمبر، 2024 8:47 ص

الهِمّة: الهوى والميل , ما هُمَّ به من أمر ليُفعَل.
العزم: القصد والقوة
الأمم هِمَم , أي انها تتكون وتتألق بما فيها من الطاقات والقدرات الميّالة للإنبثاق , والتعبير عن إرادتها بمهارات إبداعية , ذات تأثيرات حضارية فاعلة في الواقع من حولها.
فلا قيمة لأمة بلا همّة.
وما تعانيه أمتنا منذ أن إمتلكت إرادة تقرير مصيرها بعد تحررها من الحيف الإمبراطوري بأنواعه , أنها أضاعت همتها , وفقدت عزمها , وما عادت ذات بوصلة إنظلاقية , ترسم مسارات إبحارها في مسيرة الكينونة المعاصرة.
فالأمة بلا همّة , ولهذا فجهودها مبددة , وثرواتها مبذرة , وتطلعاتها منكسرة , وتتعثر بالإنتكاسات والنكبات , وتتوارد إليها التداعيات والويلات , وهي صاغرة , تدفن همّتها في رمال اليأس والقنوط , والإستسلام لواقع جاثم عليها , ولا يتوافق وحقيقتها وجوهر ما فيها من القدرات.
والمطلوب شحذ الهمم , وإطلاق الطاقات , والإستثمار بالثروات المادية والفكرية والمعنوية , وتنوير الأجيال المتوافدة علميا ومعرفيا , وضخها بمهارات التأسيس لمشاريع تصنيع الأفكار , وبناء الثقة بقدراتها على أن تكون وتسابق وتتقدم , وعليها أن تبدأ مشوار صيرورتها الأمين.
فهمة الأمة تتأكد بإرادتها العلمية , وقدراتها المعرفية المؤزرة بتراثها المعرفي الأصيل المتميز , الذي يمنحها ثقة فائقة , لتكون وتتحقق رغم العاديات والمصدات المتنامية في دروب أجيالها الأذكياء.
وشحذ الهمة يكون بالتنوير , وبرفع رايات العلم في ربوع بلدانها , والتأكيد على أن الأجيال ذات قدرات إنجازية عالية , وهي التي تقرر مسارات حاضرها ومستقبلها , وما عليها إلا أن تفعّل ما فيها من مهارات كامنة , وطاقات لازمة لصناعة ما تريده من معالم الحياة.
فهل للأمة أن توقد همتها وتؤجج طاقاتها؟ّ!!