18 ديسمبر، 2024 8:16 م

في دولة اللصوص والصم البكم والعميان يكون الجنرال بكامل ملابسه وإن كان عارياً ؟ ببلاد القهر لايكون للفقراء موطئ قدم إلا بنهاية المدن او العيش فوق انقاض الاغنياء وتجار السحت وقمامة البرجوازية والشيفونية والاقطاعية او المتآمرين والقديسين من اهل اللحى ومنتفخين الكروش التي تشبه أكياس التبن ..!؟ قبل يومان تقريباً أنتشرت على صفحات التواصل الأجتماعي صوره لبعض ساسة العراق العتيد وزعماته الجدد الذين أتى بهم بريمر زحفاً على سرف الدبابات ، وهم امام مائدة من الطعام عليها مالذ وطاب من فواكه وصحون الرز والعصائر وكانت كمية الاكل الموضوعة على المائدة تكفي لمئة شخص تقريبا في حين ان الجالسين لايتجاوزون العشرة ؟ أتذكر في تسعينيات القرن الماضي وسنوات الحصار الذي قتل مليون ونصف طفل عراقي لنقص الحليب والدواء والغذاء بينما نشاهد على شاشات التلفزيون المنظر المهول لكعكة القائد الضرورة في ميلاده الميمون والتي تبلغ ثلاثة امتار ارتفاعا . !!؟ نفس المواقف ساسة العراق الجدد وهذه الصور في شهر رمضان تشعر الفرد العراقي بأنه مواطن رخيص جداً ومضحوك عليه كما ضحك كهنة فرعون على شعوبهم خاصة وان الفقر اصبح ببلد البترول والموازنات الإنفجارية بأعلى نسبه والأرقام في تصاعد .

هنا تتعطل لغة الكلام وتصمت الافواه وتخرس الألسن وأنت تشاهد من حولك كل صور الحرمان والفقر واليتم وارامل وجياع تتوسل رغيف الخبز .. وعيال فقدوا اعزاء في سوح القتال المفتعل ومنهم من قطعت اطرافه ومن شدة المصيبة فقد وعيه وإتزانه واصبح يهزج بغير شعور لكن لمن يقاتل ولأجل من ..!!؟ في دولة حكامها صادروا كل ثرواتها وخيراتها لاجل اشباع رغباتهم الدنيوية الدنيئة وإتفقوا مع (القديس والرئيس والمجتمع ) وضربوا كل الشرائع السماوية والإنسانية عرض الحائط وفضلوا أن يكونوا وحوش وكواسر ومصاصيي دماء .

هناك في اقصى الغرب ‏حاله لانجدها عند أغلب زعماء العرب وهي حاله فريدة جداً تجسد روح التعايش والؤلفة بين المواطن والزعيم ، ملك بلجيكا لويس فيليب ماري يحل ضيفاً على عائلة مسلمة ويشاركها طعام الإفطار في العاصمة بروكسيل ، وهذا ليس رياءاً ولا تملقاً لأن هذه الاوصاف لاتليق إلا بنا نحن العرب الذين نضع اطنان من الرز في حاويات القمامة عندما ننتهي من ولائمنا الفنطازية ، بل هي حالة إنسانية تشعره بالرضا وتشعر المواطن ايضا بأنه مواطن فعلا في دولته يتذكره المسؤول او الحاكم بغض النظر عن ديانته او عرقه او قوميته !!

بينما جماعة المبادرات والتسويات وسيارات الدفع الرباعي السوداء اللون والخطوط الحمر والالقاب الفنطازية ومختاروا العصر والزمان والاسياد الاوغاد يفطرون على موائد عليها مالذ وطاب ، بقصور عاجية حتى أنهم لم يبنوها ولم يحدثوا إنجازا واحد يحتسب لهم على مدى أربعة عشر عاما ، حتى الشوارع التي يسيرون عليها بسيارتهم هذه لم يصنعوها وينشؤها ، لكن الحق يقال إن اعظم ما أنجزوه وقدموه هو النهب وزيادة ارصدتهم ببنوك اوربا ..!!؟
أيها القادة اصحاب السيادة والريادة كونوا على يقين أن الله ليس غافلا عنكم بل هو يشاهد ويسمع قهقهاتكم وضحكاتكم وآهات الفقراء وصرخات الامهات الثكالى وبكاء الايتام والجياع .. وسيأتي اليوم الذي نقتص منكم بأرادته لأننا ضعفاء امامكم وهو القوي المتين .. سيضربكم ضربةً واحده ستخرون منها الى الارض ونحن عليكم ضاحكون كما غيركم سابقا ايها الصعاليك والهلافيت .. !؟