هزائل: جمع هزيلة , وتعني هنا الهزل والضعف.
الرسائل الجامعية يأنواعها (بحث في موضوع جديد , أطروحة).
البعض يرى أن البحث في أي موضوع مهما كان تافها , يمكنه إكتساب صفة الرسالة الجامعية , ويحصل الباحث بموجبه على درجة الماجستير أو الدكتوراه , ما دام المتقدم قادر على الدفاع المنطقي عن فكرته!!
ويبدو أن الجامعات الرصينة تعتني بإختيار موضوعات الرسائل , لكي تأتي بجديد ومفيد للمجتمع الإنساني , فهي تبحث بالضروريات والتحديات المعرفية , للوصول لإستنتاجات قادرة على التصدي لها , والإنتقال إلى مراحل متقدمة عليها , وبموجب ذلك تفوقت المجتمعات وتنامت العلوم.
الرسالة الجامعية عليها أن تأخذ بنظر الإعتبار ما يواجهه المجتمع الذي فيه الجامعة , وأن تغوص في مشاكله وتبحث في أنجع الحلول لها , أيا كانت فكرية ثقافية إجتماعية وغيرها , بشرط أن تأتينا بما ينفع ويفتح الأبواب المغلقة.
وفي بعض المجتمعات إنخفضت مستويات الجامعات , وما عادت تخجل لجان المناقشات من طرح موضوعات عجيبة غريبة على أنها رسائل جامعية يحصل بموجبها أصحابها على ألقاب جامعية.
ومن الواضح أن الموضوعات المتداولة لا تعرف الواقع , وتبحث في بطون الكتب لتستخرج سرابا لا يروي عطشا.
وعندما تطلع على بعض الرسائل تفزع من كثرة الأخطاء اللغوية , وفقدان القدرة على وضع الفكرة في عبارات بينة , وتجد إضطراب التفكير متسيدا , والتفاعل المنطقي السببي مع الفقرات معدوما , فتتحير وتصاب بالدهشة والإحباط , لكن أصحابها قد نالوا درجة الشرف عليها!!
أ يصح في الأفهام تسطير المهازل على أنها رسائل؟!!
كم منها إستحقت النشر في مجلات رصينة وأشير إليها ببعض العبارات , ورُحِبَ بها في مؤتمر أو حلقة دراسية ذات مقام؟
إن الجامعة مرآة المجتمع , وعندما يتدنى أخلاقيا ومعرفيا فتعكس ذلك في رسائلها ونظامها , وتنمو فيها الأوهام والأضاليل التي تسوّغ ما لا يقبله العقل العلمي المعاصر.
فكل نشاط جامعي علمي المواصفات , ولا يوجد ما هو أدبي وعلمي كما نرى!!
فاطلبوا العلم في الجامعة , فالصين تجاوزت خيالنا!!
د-صادق السامرائي