23 ديسمبر، 2024 12:50 ص

هَرَط في الكلام: خلط وسفسف
تَهارَط: تشاتم
وفي اللغة المحلية في بعض مناطق البلاد يُقال “يُهْرُط” , أي يتكلم كلاما لا فائدة ترتجى منه , وقد يُسمى “هِرِطه”.
ويمكن القول أننا نعيش في زمن هَراطي الطباع , فلا قيمة ولا أثر للكلام سوى الترويح أو التفريج عن الكروب والهموم , التي تنتجها الآفات والحنافيش القابضة على أسباب تقرير المصير , والمهيمنة على الكراسي بالوعيد.
فالهَراط سائد على المنابر والخطب والإعلام والصحف والمواقع ووسائل التواصل بأنواعها.
الكل تتكلم , وتكتب , ولا قدرة على التغيير والتأثير , فالماء يجري ولا يعنيه الصراخ فوق الضفاف , وقوافل الفساد محملة بالغنائم وتمضي إلى حيث تريد , والهَراط يتعالى ولا يعيقها أو يمنعها من تفريغ حمولاتها في أوعية أجنبية خارج البلاد.
والقتل شديد , والرعب سديد , والنهب والسلب عنيد , والمجاميع المؤدينة بالسلاح تتصدى وتبيد , فإلى أين المسير والشعب نكيد؟
إهرطوا , فإن الهَراط ثريد , فعقب كل فاجعة تتوارد إبداعات المُهَرّطين , الذين يحسبون هَراطَهم ديمقراطية ودين , والهَرَطَ أقصى ما يستطيعونه , ولابد من تسجيلهم في سجلات البطولات , فمن يجرؤ على الكلام في هذا الزمن الديمقراطي المبيد.
فهل نحن هرّاطة؟
يبدو الحال كذلك عندما نقلبه من عدة أوجه , فبعد مرور سنوات من الضيم والقهر والخراب والتدمير , لازلنا ندور في ذات الدائرة ونستحضر ذات الوجوه , فقد أنجزنا مهماتنا بالكلام الفارغ الوفير , وسكبنا طاقاتنا بقال وقيل , والسراق ينهبون , وأهل الدار يتلهون بالكلام , وسيادة الضجيج والإتهام , ومن شدة ما يهرطون , يتواصون بسفك الدماء , والحرامي سعيد بغنائمه الوفيرة , ومطمئن على سلامته , ما دام الناس يهرطون , وعلى هواهم يتهمون , والفاعل مجهول , والضحايا شعب مُستعبد بالضلال والبهتان , وتابع إلى عدوه المبين.
فهل فاز المُهَرِّطون بصيدٍ سمين؟!!