18 ديسمبر، 2024 8:37 م

الهدف المقتول بعناصره!!

الهدف المقتول بعناصره!!

الحرب المعاصرة تعتمد عقيدة “قتل الهدف بعناصره” , فما عادت الحرب كما عهدتها البشرية , لأن القدرات التدميرية تطورت وتجاوزت ذروتها , فتلك دولة تسمى “قوية” , لديها أسلحة دمار شامل فتاكة , إذا إنطلقت تعي الوجود الحضاري كل مكان.
ولهذا فأن الدول القوية حفاظا على إنجازاتها العمرانية , ومدنها المتطورة الحديثة تسعى إلى النيل من الهدف المطلوب بما فيه من عناصر , فيتم تحفيزها وتأهيلها للقيام بواجب القضاء على الهدف.
ولتأليب عناصر أي هدف ضد ذاتها وموضوعها , يكون بالأكاذيب والخداعات الإعلامية المفبركة المبرمجة , وفقا لآليات سلوكية تتمكن من إمتطاء الشعوب ودفعها إلى حتفها بكامل إرادتها , فيطغى الإنفعال وتشويش الوعي وينعدم الإدراك.
أي أن عقل عناصر الهدف يتخمّد أو يتعطل , ويستنفر الطاقات المقرونة بأحداث وإجراءات لتعزيز القوة الإنفعالية السلبية , التي تجعل العنصر مستعداً للإنقضاض على الهدف.
وهي تنطلق من ذات المبدأ القديم “فرّق تسد” , وبمهارات متطورة متجددة تخفى على المُسخرين لتأمين مصالح الآخرين.
ولهذا تجد في دول الهدف أنظمة ذات توجهات بهتانية ومنطلقات طائفية , تقدس الجهل والفساد والظلم وقتل إبن الوطن , ويندفع المواطن بعدوانية سافرة ضد أبناء وطنه , فيتماحق المواطنون , والهدف يُمتلك من قبل الطامعين به ومُستلب ما فيه.
ونظام الحكم القائم يتوهم بأنه يحكم بالعدل والإنصاف , ويمثل أعلى درجات الغيرة الوطنية , وأي نقد ضده يُحسب عدوانا وخيانة , وتجنّي على النظام , وبهذا تدوم حالة الإستنزاف والإهلاك اللازمة لتأمين مصالح الآخرين.
وبإسم أقدس ما يعتمل في قلوب عناصر الهدف الفاعلة ضد نفسها , وطنها المأسور بالويلات اللازمة للتدويخ!!