19 ديسمبر، 2024 12:04 ص

الهجمات الاسرائيلية على مواقع القوات العراقية وصمت الحكومة العراقية

الهجمات الاسرائيلية على مواقع القوات العراقية وصمت الحكومة العراقية

في الايام الاخيرة اندلعت انفجارات وحرائق في مخازن للاسلحة تابعة لقوات الحشد الشعبي، في اربع مواقع، في صلاح الدين وبغداد والانبار. المسؤولون في الحشد الشعبي اتهموا الكيان الصهيوني بقصف هذه المخازن بطائرات مسيرة، وأخرون حددوا مكان تواجدها في القاعدة الامريكية..، واوضحوا بان عددها اربعة. الحكومة العراقية وعلى لسان ارفع مستوى لم تتهم اي جهة سواء اقليمية او دولية وتركت الامر مفتوح على مختلف الاتهامات.. مسؤول الحشد الشعبي السيد فالح الفياض هو الاخر لم يتهم اي جهة. الادارة الامريكية نفت اي علم لها او معرفة بالجهة التى قامت بالهجوم. في السياق وحسب ما جاء في قناة روسيا اليوم: مصدران امريكان من غير ان تحددهما، أفادى لصحيفة نيوروك تايمز؛ ان الطائرات الاسرائيلية هى من نفذت الهجمات على مخازن الحشد الشعبي. نتنياهو، قال في مقابلة صحفية له في اوكرانيا؛ ان اسرائيل تهاجم اي خطر يهدد وجودها بالتدمير، واضاف ان ايران تهدد هذا الوجود، لذا فنحن نهاجم اي وجود ايراني سواء في سوريا او العراق، من دون ان يعلن مسؤولية الكيان الصهيوني عن الهجمات الاخيرة على مخازن السلاح والعتاد التابعة للحشد الشعبي في العراق. البلدان العربيان اللذان يقعان في دائرة الاهتمام الاستراتيجي للكيان الصهيوني، هما العراق وسوريا بعد ان تم اخراج مصر والاردن من احتمالات الصراع او الاشتباك المستقبلي بينهما والكيان الصهيوني، بالاضافة الى دول الخليج العربي. ففي سوريا تهاجم اسرائيل وفي اي وقت تريد وترغب وتشاء، مواقع الجيش السوري ومن الطبيعي بعد اعلام القوات الروسية المتواجدة على الاراضية السورية بمعاهدة حلف، وفي قاعدتين، بحرية وجوية. روسيا وعلى لسان بوتين تحديدا، تعهدت بضمان امن اسرائيل ستراتيجيا. وهذا بحد ذاته يثير الكثير من الاسئلة عن الافاق المستقبلية للعلاقة بين اسرائيل وسوريا وما هو دور الروس في هذه العلاقة المستقبلية؟ وما هو الدور الفاعل للتفاهمات بين الروس والاتراك والايرانيين في انتاج التحولات او المساهمة في انتاج هذه التحولات المفترضة في المنطقة العربية، وهي لاتشمل سوريا والعراق فقط بل تشمل جميع الدول التى تتعرض الآن للحرب والصراعات الداخلية، اليمن وغيرها. في العود الى الهجمات الاسرائيلية على مواقع الحشد الشعبي، تهدف وفي اساس ما تهدف اليه، هو تقزيم هذا الوجود بقطع اذرعه الفاعلة وتجريده من عناصر قوته وبالنتجية اخراجه كما يتوهمون ويتصورون، من قوة الفعل والتاثير على اتجاهات الوضع في العراق مستقبلا. الحشد الشعبي يعلن وباستمرار بلا ادنى مواربة بل بوضوح كامل لالبس فيه ولا تأويل؛ من أنه يرفض اي علاقة مع الكيان الصهيوني. السياسة الامريكية والاسرائيلية تخطط الى اخلاء الساحة العراقية من اي قوة فاعلة تعارض او تقف بالضد من هذه السياسة في العراق.. في العود الى النفي الامريكي؛ من ان لاعلم لها او اتفاق مع الجهة التى نفذت الهجمات، وهذا الامر لايدعمه الواقع بل ان الواقع يدعم الراي الذي يقول؛ ان امريكا على علم ومعرفة تامة بان الكيان الصهيوني هو من قام بهذه الغارات على مخازن الاسلحةو العتاد للحشد الشعبي، فامريكا تسيطر على الاجواء العراقية، سيطرة تامة وهذا الامر معروف ولايحتاج الى ايضاح باي شكل كان، امر يتناقض كليا مع (الاتفاقية او اتفاقيتي الاطار الاستراتيجي..). ان صمت الحكومة بحد ذاته، صمت يمس (السيادة). في السياسة وبالذات في العلاقة مع الامريكيين وفي محطات بعينها كما هو في هذا الذي حصل في قصف مواقع عراقية عسكرية وهي جزء من منظومة الدفاعات العراقية، لاتصلح المهادنة فيه، بل ما هو يصلح في هذه الحالة هو ابلاغ على الاقل الطرف الامريكي بان ما حصل لايجوز ان يحصل وان هذا التصرف وغض الطرف او المعاونة والاسناد الامريكي للتجاوز الاسرائيلي على السيادة العراقية، أمر غير مقبول ومرفوض، ويؤثر على علاقة (الشراكة مع الامريكيين..) وهذا هو اقل الفعل المطلوب من الحكومة. ان البرغماتية شكل والسكوت على الهجمات الاسرائيلية شكل اخر. من الضروري والمهم جدا ابعاد العراق عن محاور الصراع حيثما يكون له، الى هذا الطريق سبيلا أو الى حيث تتوافر ممكنات الواقع..أو ابعاد العراق عن الحرب بالوكالة، وهذا أمر مهم لأمن العراق واستقراره.. لكن حين تقصف مواقع لقوات عراقية، كان لها دورا حاسما وجديا في محاربة وطرد داعش من ارض العراق، هنا يصبح الحال والواقع مختلف كليا، بالذت حين لم تقم تلك القوات بمهاجمة اسرائيل التى تهاجم تلك القوات بلامسوغ قانوني او ذرائع الدفاع عن النفس، فقط على اساس النية مستقبلا، المسوغ الوحيد هو اغراء القوة المدعومة امريكيا وانعدام الخشية من الرد المقابل حتى وان كان اعلاميا ودبلوماسيا وسياسيا.