23 ديسمبر، 2024 8:45 ص

الهبوط على المريخ وعد إنتخابي يا عرب!!

الهبوط على المريخ وعد إنتخابي يا عرب!!

نحن في عالم والدنيا في عالم آخر , نحن نتدحرج وننحدر إلى أسفل السافلين , والعالم يتحرك بتوثب نحو أقطار السماء , وستصل بعض الدول إلى المريخ ببشرها الذي ربما سيتوطنه في هذا القرن.
رئيس إحدى الدول الكبرى يضع على قائمة وعوده الإنتخابية الهبوط على سطح المريخ , ومرشحونا يرفعون رايات الفتاوى ويضعون العمائم على رؤوسهم , ويعدون الناخبين بالسراب.
ففي مجتمعات الدنيا تكون أولويات الوعود الإنتخابية الرعاية الصحية والتعليم وتطوير البنية التحتية , والعمل على تحقيق سعادة المواطنين , إلا في مجتمعاتنا التي تخلو من الوعود العملية الصادقة , والخطط والبرامج الواضحة , وتمضي عجلة الإنتخابات على سكك القبلية والعشائرية والمذهبية والطائفية والمناطقية , ووفقا لفتاوى تجار الدين المعممين بالأفك المبين.
مجتمعات تجوب الفضاء وتنهل من أنوار المعارف والعلوم , فتبدع وتبتكر وتخترع وتتعاظم قدراتها العقلية والمعرفية , ومجتمعاتنا تندحر في الأجداث وتتماهى مع الأموات وتقتل العقل وتنتقم من الأحياء , وتقول بأنها تدين بدين الرحمان الرحيم الذي يحثها على القراءة وإعمال العقل والعمل على التحرر من قيود التراب.
إنهم سيهبطون على سطح المريخ ونحن سنهبط إلى الحضيض الذي نسعى إليه , وفقا لتصوراتنا البهتانية وبإرادة التضليل والخداع والتدمير الفاعلة فينا عبر الأجيال.
فكأننا خارج مسار الحياة , ومَن يقرأ ما يُكتب ويُصرَح به في الواقع ووسائل الإعلام وينظر واقعنا , تبدو أمامه الصورة المأساوية والتفاعلات الخسرانية المروعة , التي محقت ما يشير إلينا كأمة قادرة على بناء الحياة.
فالواقع يؤكد أننا أعداء الحياة وعالة على البشرية , بما نأتي به من ضلالات وإندفاعات مناهضة لمحبتها وبنائها والإنطلاق بها إلى آفاق الإنسانية الأرحب.
ولهذا فسننكمش وسيجف ما فينا وننزف ما عندنا , وسنهيم في الأرض حيارى نتوسل الحصول من غيرنا على الذي فقدناه في ديارنا , مما سيجعلنا نتخبط ونترنح في ميادين ضياعنا ومصادرة حاضرنا ومستقبلنا والنيل من جوهرنا القويم.
فهل من قدرة على الخروج من قوقعة الجنون العظيم؟!!