اثبتت جميع التجارب ان ما يملكه الشباب من طاقة ونشاط يفوق بكثير باقي الاعمار, وقد لا يختلف اثنان عن دورهم الريادي وتفكيرهم الابداعي ما أن تتهيأ لهم الظروف المناسبة.
اغلب البلدان النامية وصلت مرحلة الاستقرار والنجاح بعد اعتمادها على هذه الشريحة المعطاء, الا في العراق الجريح نراهم يمارسون دورهم بخجل ودون ادنى اهتمام من اهل القرار والسلطة, رغم انهم يشكلون النسبة الاكبر من المجتمع، ولو تحالفت هذه النسبة واختارت الانسب لها في صندوق الاقتراع, فسرعان ما تنقلب المعادلة ويكون لهم دور حقيقي في دائرة القرار.
برايي ان هذا الهدوء الذي رافق مرحلة التأسيس وبناء العراق الجديد, ومن خلال تعايشهم مع المعوقات السياسية والامنية التي رافقت المرحلة, اصبح لدى الشباب النضج الكافي لبوصلة القرار, ودقة عالية في تقرير المصير، واختيار من يمثلهم ويلبي طموحاتهم المشروعة,وخصوصاً بعد ظهور قيادات شابة تمتلك القدرة على التأثير في الوسط السياسي, ولها كلمة مسموعة في المحافل المحلية والدولية، وقد لا اكون متفائل كثيرا عندما ارى شمس التغيير والثورة الادارية في الطريق, تشرق في بلاد الرافدين وتعلن عن ولادة عصر جديد يرفع لواء الدولة العصرية العادلة, ويخطط لمستقبل افضل بكثير مما خطط لهُ سياسيو الجيل الرابع, وعندها فقط سيكون للأمن والامان مكان بيننا, وللسلم والسلام طريق معبدٌ يسير عليه الضعفاء والاقوياء بنفس الخطوات.
اذن على الشباب ان يرفعوا رؤوسهم ويستنشقوا عطر رياح التغيير الذي لم يبقى لنا حلٌ سواه, ويبنوا مؤسساتنا الخاوية من الفساد والمفسدين, ويصنعوا لنا تاريخ يليق بحضارتنا العريقة.