18 ديسمبر، 2024 7:15 م

النورث بروك تنطلق من جدة حاملة الامير وخمسة عراقيين ليتوج في قشلة بغداد ملكاً

النورث بروك تنطلق من جدة حاملة الامير وخمسة عراقيين ليتوج في قشلة بغداد ملكاً

في سلسلة بغداد تراث وتاريخ كانت لنا محاضرة عن رحلة الملك فيصل الاول من مدينة جدة الميناء السعودي على البحر الاحمر حتى تتويجه ملكاً في قشلة بغداد اذ بعد انتهاء مؤتمر القاهرة الذي تولى تعيين الامير فيصل بن الملك حسين شقيق ملك الاردن الحسين والملك علي الذي تولى السلطة في الحجاز بعد ابيه الملك حسين واخو الامير زيد تعيينه اول ملك في تاريخ بغداد اذ في يوم ١٩٢١/٦/١٢استقل الملك المقبل للعراق الباخره البريطانيه نورث بروك قاصدا مدينة البصره وكان يرافقه خمسة عراقيين اربعة من المكون الشيعي هم السيد محمد صدر الدين الكاظمي الذي توج ملوك بغداد الثلاثه هذا الملك وولده غازي سنة ١٩٣٣ وحفيده الملك فيصل الثاني والذي كان من بناة العراق الجديد حيث استمر رئيساً لمجلس الاعيان عدا فترات قليله ولحين وفاته سنة ١٩٥٦ وتولى رئاسة الوزراء ورئاسة المحكمه العليا وناب عن الملك مرات عديده والسيد علوان الياسري والسيد محسن ابو طبيخ والسيد رايح العطيه اما الخامس من المكون السني الذي رافقه السيد يوسف السويدي العلامه ورئيس مجلس الاعيان لفترة قليله جدا قبل وفاته وهو والد اثنين من رؤساء الوزارات في العهد الملكي هما توفيق وتاجي وكذلك رافق الملك المستقبلي صديقه رستم حيدر اللبناني الشيعي الذي استوزر واشغل منصب رئيس الديوان الملكي وحاشية الملك من غير العراقيين وقد وصلت النورث بروك الى البصره يوم ١٩٢١/٦/٢٣ ووصف فيليبي الملك المستقبلي لحظة وصوله بأنه كانت تلوح عليه بلباسه العربي امارات الملوكيه التامه وقبل وصوله الى بغداد زار كربلاء والنجف ووصل بغداد يوم ١٩٢١/٦/٢٩ وسط استقبال رسمي وشعبي وتم عمل الحفلات التكريميه له من اهالي بغداد وفي يوم ٧/١١ قرر مجلس الوزراء بالاجماع المناداة به ملكاً على العراق في حكومه دستوريه نيابيه وفي يوم ٨/١٨ اعلنت نتائج استفتاء المحافطات على تعيينه ملكاً على العراق وحدد الملك الجديد يوم الغدير لمكانته لدى الشيعه ١٨ ذي الحجه ١٣٣٩ المصادف يوم ١٩٢١/٨/٢٣ موعدا لتتويجه حيث جرى احتفال رسمي كبير من فجر لك اليوم حضره اقطاب الحكومه وكبار الموظفين البريطانيين ومحافظ المحافظات في ساحة القشله ببغدا د وبالتحديد في ساحة برج ساعة القشله القريبه من نهر دجله وفي الساعه السادسه صباحاً وصل الملك فيصل الاول بصحبة المندوب السامي البريطاني السير برسي كوكس وأيلمر هالدين ومحمود النقيب ممثلا عن والده رئيس الوزراء عبد الرحمن النقيب وحسين أفنان سكرتير مجلس الوزراء وكان الملك يرتدي بدله من قماش الخاكي حيث قرأ حسين أفنان مرسوم اعلان فيصل ملكاً على العراق بعد ان اعلن كوكس باعتباره مندوباً لملك بريطانيا الموافقه على تعيين الملك بعد ان حصل على موافقة اكثر من ٩٧٪؜ من مجموع الناخبين على المناداة به ملكاً على العراق وان حكومة جلالة ملك بريطانيا قد اعترفت بجلالته ملكاً على العراق وختم كلمته بعبارة ( فليحيا الملك ) ووقف على اثره الملك فيصل وخطب خطبة تاريخيه مشهوره اكد فيه على الانتخابات المباشره ودعوة المجلس التأسيسي كأول برلمان في بغداد في تاريخها حيث يتولى اعداد الدستور طبقاً لقواعد الديقراطيه وبعد ذلك قدمت الوزاره استقالتها بناء على اقتراح وزير الماليه البغدادي اليهودي ساسون حسقيل حيث ذكر المجلس ان الاصول المرعيه في الحكومات الدستوريه تقضي بانسحاب هيئة الوزاره من ميدان العمل عند حدوث تجدد في شكل الحكومه لذلك تقرر استقالة الوزاره ولكن الملك اعاد تكليف رئيس الوزراء المستقيل تشكيل الوزاره وفي ١٩٢١/٩/١٠ تم تشكيل الوزاره النقيبيه الثانيه من الوزارات التاليه عبد المحسن السعدون للداخليه وتوفيق الخالدي للعدل وساسون حسقيل للماليه وجعفر العسكري للدفاع وصبيح نشأت للاشغال ومحمد علي فاضل للاوقاف وفد عرضت وزارة المعارف على الشيخ عبد الكربم الجزائري واعتذر عن قبول المنصب فتم تعيين الحاج عبد المحسن شلاش بدله الشيعي الوحيد في الوزاره ولكنه لم يشغل المنصب فبقى المنصب شاغراً .