المجالس مدارس، هكذا كنا نستمع إلى حكايات أجدادنا من قبل ، مع تطور الزمان والمكان تطورت تلك المجالس فسابقاً لم يكن تلفاز أو إنترنت أو أي وسيلة نقل للأخبار، لذلك كان حديثهم قال فلان سمعت من فلان ، لكن المصداقية كانت العامل الأهم في حديثهم الذي لا يكاد يخلو من نشوة الاشتياق والإنصات له.
كنت جالساً في أحد دواوين مدينتي ، مختلف الفئات العمرية ممن يرتادون الديوان، كان الحديث الأهم والأبرز هو تشكيل نواة الكتلة الأكبر في برلمان 2018 وهل ستبصر النور؟.
اختلف القوم فيما بينهم منهم من يقول مجرد تخدير أعصاب للمواطن، ومن يقول الطرف الآخر أقوى ، وهناك حديث لا يسمن ولا يروي.
الشباب كان لديهم انطباع بعض الشيء كونهم ذات توجهات مختلفة ، بدأت الحديث حين دخول القيادات إلى فندق بابل ببغداد ، لحظة دخول السيدين الحكيم والصدر مجتمعين ، هذا من طرف وذاك من طرف آخر، هذا يسب هذا وهذا يقذف بالتهم دون أي تفكير في مراعاة مشاعر أتباع كل منهم ، إنفجر وشاط غضباً أحد المشايخ ذات الشيبة والحشمة و الوقار ، مردداً مثلاً شعبياً دارج ” إذا طلعت لحية وليدك زين”احلق”لحيتك”ذقنك)، عمي بالشباب افسحوا لنا المجال كي نعرف ما يدور ونرى الوفود مع القادة من يمثل الفضاء الوطني .
أنصت الجميع والكل يشاهد الطاولة التي جلس عليها القادة، الصدر كان مرافق له إبن أخيه و أحد قادة الحزب الشيوعي ، و المطلك أطراف من قائمته من أبناء جلدته، والعبادي ابرز قادة تحالفه، إلا الحكيم اختلف مع الجميع ممن حضر معه من وفد مفاوض فأتى بامرأة و رجل صابئي!.
هنا بدأت المناوشات بين حديث الشباب ، وقام الشيخ الوقور وردد مثله أعلاه، ثم قال “عمي انتم ما تعرفون الحسجة والهدف من هذا ترى احنا خلصنا عمرنا بين الدواوين وعاشرنا الكثير ولنا تجربة في هذا ، الحكيم أراد أن يضع بصمه واضحة وانطباع لدى الجميع بأن هذين المكونين لا يمكن أن نتخلى عنهم “.
الحكيم بعث برسالة تجسيد لحقوق المرأة سياسياً وضرورة التنوع الإقليمي و بحضور بارز .
اخرس الجميع وأنصت لكلام الشيخ الوقور ، وقال لهم عمي كانت مجالسنا مدارس ، وإذا تكلم الكبير سكت الصغير و أنصت، أريد منكم يا أبنائي ان لا تستعجلوا بالحكم على ايٍ كان ، قبل أن تعرفوا الهدف والمغزى.