22 نوفمبر، 2024 10:43 ص
Search
Close this search box.

النواب المستقلون تسمية في غير محلها

النواب المستقلون تسمية في غير محلها

يدور في هذه الأيام مصطلح النواب المستقلون أوالنائب المستقل، وبعضهم اعتبروا انفسهم كتلة نيابية مستقلة، فهل هؤلاء مستقلون فعلاً لذلك لابد وان نعرف ماهية الاستقلال والمعيار المعتمد وسأعرض له على وفق الاتي:

1. ان مصطلح (مستقل) في اللغة العربية هو اسم المفعول من الفعل (إِستقلَّ) ومعناه في قواميس ومعاجم اللغة (القائم بنفسه) أي الذي لا يحتاج إلىغيره في فعله، أما في الاصطلاح فهو السياسي المستقل غير الحزبي والذي يخوض الانتخابات باسمه الشخصي وبرنامج خاص به دون أن يكون له أي صفة حزبية.
2. معيار تحديد النائب المستقل: ان تحديد النائب المستقل عن غيره لابد وان يكون بمعيار يميزه وفي المنظومة القانونية لا توجد عبارة (نائب مستقل) لكن قد توجد معايير من الممكن ان تميزه منها الاتي :
1. معيار المشاركة ف السباق الانتخابي: اذا كانالمعيار المعتمد هو المشاركة في الانتخابات فان قانون انتخابات مجلس النواب رقم 9 لسنة 2020 قد أشار الى المرشح المنفرد ولم يسميه بالمستقل وعلى وفق ما ورد في المادة (1) عندما عرفت القائمة المنفردة بانها (هي القائمة التي يحق لفرد واحد أن يرشح فيها للانتخابات على أن يكون مسجلا لدى المفوضية) فاذا طبقنا هذا المعيار فان عنصر الاستقلال ينتهي اذا انضم هذا النائب إلى أي تكتل نيابي، وما موجود في مجلس النواب الحالي وجود كتلة نيابية من المستقلين، ووجود هذه الكتلة فان النائب المنتمي اليها سيفقد صفة الاستقلال لأنه اصبح مع المجموعة وقراره يكون ضمن سياق المجموع، ويكون وصفهم الدقيق بانهم تحت تنظيم حزبي بمسمى (كتلة المستقلون) او أي تسمية أخرى وهذا هو بعينه تعريف الأحزاب الذي أشاراليه فقيه القانون الدكتور رمزي الشاعر في كتابه الموسوم (النظرية العامة للقانون الدستوري) حيث عرف الحزب (بانه هو عبارة عن جماعة لهم نظامهم الخاص وأهدافهم ومبادئهم التي يلتفون حولها ويتمسكون بها ويدافعون عنها ويرمون الى تحقيق مبادئهم وأهدافهم عن طريق الوصول إلى السلطة والاشتراك فيها)، مع الالتفات إلى ان بعض من يدعي انه مستقل هو في الأصل مرشح ضمن قائمة حزبية هو اطلق عليها مسمى الاستقلال، والا هي قائمة جماعية لها أهداف مشتركة ويذوب وينصهر فيها استقلال من ينتمي اليها.
2. أما اذا كان المعيار هو عدم الانتماء الى أي قوة أخرى من القوى الحزبية في مجلس النواب فان ذلك لا يعني انه مستقل وإنما هو تكتل حزبي مجاور لبقية الأحزاب إلا انه اقل منها عدداً ومن الممكن ان يأتلف معها لاحقاً بوصفه كتلة نيابية وليس بوصفهم نواب مستقلون ومجرد ائتلافهم اواندماجهم سيفقدهم صفة الاستقلال لانهم سيتبعون رأي التكتل الذي ظهر من الاندماج او الائتلاف، ومن ثم لا يوجد استقلال.

لذلك فان أي من المعيارين أعلاه لا يمنح النواب الحالين في مجلس النواب صفة الاستقلال وإنما هم نواب ينتمون إلى كتل لها التفرد عن بقية الكتل من حيث العدد والتأثير فقط، وبهذا المعنى نفتقد إلى النائب المستقل. ولا يجب ان تصدع رؤوس المواطنين بهذه العبارة، ولا نرغب في ان يكون النائب مستقل بل يجب ان يتحزب وينتمي إلى قضايا الشعب وهموم الناس، فلا نفع له ان تجرد عنها والا عد غائباً عن مشهد التفاعل الاجتماعي، ويصبح في غربة عن محيطه.

قاضٍ متقاعد

أحدث المقالات