11 أبريل، 2024 9:15 ص
Search
Close this search box.

النهضة الحضارية العربية الثانية!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

النهضة الحضارية الأولى بدأت في نهايات القرن التاسع عشر , وقد أذكاها التفاعل مع الدول الغربية , مما أشعر العرب بأنهم في حالة من التخلف , وعليهم اللحاق بركب الزمن المعاصر , وكانت تلك صدمة هزت العقول والنفوس , وإنبرى لها جهابذة الفكر والقلم , وطرحوا الأسئلة وبحثوا في الأجوبة , وكان للتدين وأساليبه الدور في تأمين العتمة الحضارية , وخنق الوجود العربي في صناديق الباليات وإستنقاعه في ظلمات الأجداث.
النهضويون الرواد بحثوا وتوصلوا إلى جوهر الأسباب , وكانوا في غاية الجد والإجتهاد , وحاولوا أن يضعوا الأمة على سكة التطور والرقاء , لكن الأحزاب الدينية الأصولية المتطرفة , التي تم إنشاؤوها بتمويلات وتأهيلات متنوعة المصادر والأجندات أجهضت المشروع النهضوي , فعاش العرب القرن العشرين في أروقة التخبط والضياع والخسران المتراكم.
وفي بداية القرن الحادي والعشرين , توهجت البلدان العربية وتنوّرت بتأثير آليات التواصل الإجتماعي والإنفتاح الإعلامي والمعلوماتي , ووجدت الأجيال نفسها أمام التأخر والإنقطاع عن الواقع العالمي الصاعد نحو المجد الحضاري والتكنولوجي المطلق , وتم طرح ذات الأسئلة وبرزت ذات الأجوبة , وما أن إستوعبت الأجيال دورها ومسؤوليتها , حتى تم مرة أخرى رفع رايات الأصولية والتطرف والتشدد , وبدموية غير مسبوقة وبمهارات تدميرية مروعة , أحبطت الأجيال وأججت التفاعلات السلبية والتصارعية ما بينها , بإتخاذ الدين ذريعة لسفك الدماء وتعطيل الجهود النهضوية في كل مكان.
ويلعب المتاجرون بالدين دورهم في تدمير العروبة والعرب والدين , فهم تجار مهرة بالدين الذي لا يمتون بصلة حقيقية إليه , فدينهم دنانيرهم وما يغنمون من المناصب والمكارم والسلطات.
لكن اللعبة الدينية هذه المرة ستنهار , وسيخرج أصحابها من الحياة العربية , لأنهم بأحزابهم الكاذبة الظالمة المصادرة لحقوق الناس , والمعادية للوطن والمواطنة , برهنوا على عدوانيتهم وكراهيتهم للدين , وتضليلهم للناس أجمعين , فهم لا دين عندهم ولا أخلاق , وبالسلطة والتسلط يؤمنون ويعتقدون , فالدين وسيلة للضحك على عقول الناس الجاهلين بالدين.
ولهذا فالنهضة الحضارية العربية الثانية لا يمكن إيقافها وحرفها عن مسيرتها الصاعدة , لأنها أنجبت أجيالا من رحم عصرها , ولن تتقبل العيش في ظلمات العصور , ولا تؤمن بالتجمد والإنحباس في خنادق القرون وجحور السكون.
إنها أجيال كوكبية ستمحق كل مشين , فالعزة للأجيال الساعية نحو فضاءات كينونة إنسانية ذات مواصفات عالمية لا تفرق مابين الناس أجمعين!!
فهل إستيقظ المغفلون وإستفاقوا من الوهم السقيم؟!!
د-صادق السامرائي

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب