“الشيعة” لا يصلحون للحكم ,غير مأموني الجانب ينقصهم الكثير من الكياسة شوّهوا سمعة التشيّع العشائري الجنوبي الأصيل ,منتقمون ,وأعني بهم المردّدون, إن زعلت إيران “زعلوا” وإن ضحكت ضحكوا وإن نبشت أنفها نبشوا ..وهم كثر مع الأسف ..فلم يحاولوا على الأقل استعادة شريط ذكريات “حكم السنّة” ذلك إنّ صحّ للتسييس الشيعي ادّعاءات محاصصة لها جذور, فالسنّة لم يتّخذوا من مفتو تركيا مراجع دينيّة لهم ولم يكونوا يومًا عونًا لمشروع تركيا بإعادة أمجاد “العثمنة” بل كانوا لها بالمرصاد, وفي شريط مسجّل كشف عنه في الآونة الأخيرة صدّام حسين يخاطب الدكتور سعدون حمّادي في اجتماع للقيادة خاصّ قائلًا: “ولعلمكم فتركيا أكثر شرًّا علينا من شرّ إيران علينا بينما كان حمّداي يحاول النفح عن النظام التركي وصدّام يعترض”.. هذه هي خشبة المسرح السياسي في العراق ,وما يحصل الآن بعض من إفرازاته الخطيرة ,ففي النمر وغيره ,أنّك تنتقم لتقتل أهلك وعشيرتك لمجرّد أنّ الإيراني يلطم ويبكي على الحسين مثلما يلطم هو ويبكي, ف”السنّة” مكروهون لديه لأنّهم يجانبوا هذا النوع من التعبير السلوكي المريض في حبّ الحسين غير آبه أن سلاح الانفعال هذا لن يغطّي به على “جرم” اقترفه الأجداد مهما تفنّنوا في إيذاء أنفسهم بهذه “الانفعالات” الدمويّة ,ثمّ ليأتي الدور “بعد انفضاض المجلس بمآسيه” أصحاب النفس الطائفي الماسكين بسدّة السلطة, يدعون إلى “التهدئة” وما إلى ذلك من إجراءات في عراق المحاصصة والحكم الطائفي الانفرادي, أو بالأحرى الحكم الثيوقراطي الشرّير ..الإعدام مرفوض تمامًا ,إذ العقل البشري قادر على إيجاد البدائل الأكثر إنسانيّة بما فيها “إحياء الموتى”, فالتطوّر التقني والعلمي الهائل انعكست إيجابيًّا بشكل وبآخر على مجالات حياتيّة واجتماعيّة عدّة أيضًا ومنها إمكانيّة إصلاح نفوس اعتادت الإجرام ,فالإبقاء واحد حيًّا بدل قتيلين بإصلاحه أفضل ,ومنهم النمر إن افترضنا انحرافه العقدي على حساب الوطني ومع ذلك يبقى شأن داخلي سعودي ,فياما إيران تعدم يوميًّا معارضيها بذات التهم الّتي تنتقد بها المملكة والّتي بدورها هذه الأخيرة ياما حصد منها العراق وسوريّا ومصر الشرور تلو الشرور, ثمّ ماذا قدّم للبشريّة النمر أو العواجي أو القرني أو الكوراني أو وليّ إيران الفقيه أو القرضاوي سوى وعود “بجنّة” ليست على الأرض ,بل “في اليوم الاخر” ,هل قدّموا شيء “للحياة الدنيا”؟ لا بالطبع .. الرجل “النمر” عربي, وعمليّة التحريض ضدّ نظام بلده تحريض إيراني واضح وبذا فإيران هي من تتحمّل تبعات إعدامه مثلما تتحمّل المملكة تبعات قتلى بالآلاف يحرّضهم شيوخها على “الجهاد” ,مع أنّ إيران كلامها كثير وفعلها قليل تترك أتباعها ما أن تحترق ورقة أحدهم وكما تفعل أميركا بالضبط, وقد رأينا كيف جاءت ردود الأفعال بقضيّة النمر وكأنّها تغطية للفشل العسكري في الأنبار والهجمات الشاملة من الإرهابيين على الجيش وملحقاته من بغداد لسامرّاء للثرثار لحصيبة لحديثة الخ ,حصد الإرهابيّون منها غنائم من معدّات عسكريّة كبيرة تذكّرنا بالموصل, لم تنجو منها حتّى السفارة الأميركيّة ببغداد, ولو كان ما يحصل الآن بداخل العراق لأجل النمر, يحصل لأجل عشائري أو قومي باعتبار النمر عربي, أو لأجل إنساني, ستكون الإدانة مشروعة , لكن الأمر جرى بشكل طائفي مفضوح سارعت رموز السلطة عندنا بالالتحاق بالهيجان الإيراني كما حصل مع البحرين أو اليمن أو لبنان أو نيجيريا أو تونس أو أو ,وكأنّ هذه المناطق يصحّ لإيران التدخّل فيها, بتسعير حكومة بغداد الطائفيّة في النفوس لمجرّد إيران صاحت نصيح, ناحت ننوح ,رغم وضوح الغاية السياسيّة في الأمر وإن أطّرها مهتاجون مغلّفون بزيّ مثقّف , تشكيلي أو أديب أو شاعر أو “محلّل سياسي”, والضحيّة المواطن العادي, السنّي والشيعي ,”أولاد العمّ”.. ربّما غاب عن أذهان المهوسون بالطائفيّة “من ساستنا” أنّ إيران ساعية لإعادة تشكيل امبراطوريّتها المفقودة وعلى حساب العراق والدول العربيّة والّتي أهلكت هذه المحاولات الشرّيرة خزينتا وأفلستها ..فسلطويّينا هم المطيّة لمشروعها وهم الجحوش ,يؤيّدهم هم شرائح اجتماعيّة عريضة من الجُهّال والّتي إن دخلوا “الجنّة” كما يزعمون ويسعون, سيهرب منها الملائكة والملاحدة والقوّادين والحور العين وكلّ من دخلها بقرار عفو إلهي ولكان طلبهم من الإله النار بدلًا عنها ..”العنوان المرفوع ,دائمًا وأبدًا هو شعار التغييب الأبدي والضحك على سطحيّو الإدراك هو شعار “آل البيت” ,بينما وزير خارجيّتنا يعيش حالة “استرطاب فكري”..