التأريخ بطوله وعرضه، لم يسجل أن القوة إستطاعت، الإنتصار على الحق إنتصاراً أبدياً، وهذا القول ليس مجرد ألفاظ، للتعصب القبلي أو المذهبي، بل لأن الواقع يفرض هكذا معادلة، فثورة الطف الكبرى منذ 1400 سنة، قدمت موقفاً لرجل في أمة، رافض للقمع، والفساد، والذل، صاحب قصة عشق إلهي، وفجر لا نهاية له، ومن ألف الطف، الى ياء الخلود، مازالت كربلاء، ربيع دائم للحرية والكرامة، فالحسين (عليه السلام)، مصباح الهدى، وسفينة النجاة!
أهل القطيف والأحساء بنمرها المجاهد، قدمت قرابين بحبر أحمر، على مذبح آل سلول، وأعطت دروساً كبيرة، في الإباء والتحدي للطغاة، في زمن تعيش المنطقة منخفضاً إسلامياً، ومرتفعاً سياسياً عبرياً وعالمياً، يحارب ديننا على كل الجبهات، وبدمى عربية صامتة وقحة، بعد أن إجتاح آل سعود يأس مدمر، جراء التمدد الشيعي، المتزايد في المنطقة الشرقية، لذا فالبناء القادم بعد إعدام النمر، سيمد جسوره بين طف كربلاء، وطف الحجاز، في عاشوراء من جديد!
يقول الإمام علي (عليه السلام): (الشجرة البرية أصلب عوداً، وأقوى وقوداً، إنما هي نفسي أروضها بالتقوى، لتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر) نعم، إنه نمر باقر النمر شهيد الحجاز، بات سلاحاً وحصناً، لأرض الجزيرة العربية، وأصبح إسمه محفوراً في رمال الفجر، يصحو على نشيده الحسيني، شباب العوامية مسقط رأس النمر (طاب ثراه)، وهم يرددون عبارة: لن نركع، لأن رياح الشهادة بعطرها العبق، ستجتاح ريحكم، وسيكون آل سعود حطب جهنم، وساءت مرتفقاً!
النمر شجرة غاصت جذورها، في الأرض الحسينية المعطاء، زينتها صرخة هيهات منا الذلة، بأقباس مضيئة، ومجالس ومدارس، لكل الأحرار والمستضعفين في العالم، ففي أرض الوجع الوهابي السلفي، ترعرعت شجرة برية صلبة، وقودها يلهم الضمائر والقلوب، لتشتعل أشرعة الحرية الحمراء، ضد أزلام الشيطان السعودي، وحديقته المليئة بالفسق والفجور، فالنمر لم ينسَ عهوده لأهله، فقد ترك فيهم مواثيق، عن الرزايا والسبايا في كربلاء، وعلى أمل بناء البقيع الغرقد، والقضاء على مملكة الإرهاب!
مخترع كبير لموقف رافض، لسياسة آل سعود الطائفية، خلاق كبير، لصمود شامخ بوجه الطغاة، مكتشف قوي لإرادة أمة، لن تخضع لحكم السقيفة، جسر ذهبي حي، نصبه الشهيد النمر، (رضوانه تعالى عليه)، بدمائه الطاهرة، وسيقطف ثماره شيعة الحجاز، في القريب العاجل بإذنه تعالى، رغم الصمت العربي والإسلامي، حول إعدام الشيخ المجاهد النمر، فالعجيب أن بعض الشعوب، تستكثر عمل آل سعود بمحاربتهم الإرهاب، وتستقل عمل المعارضين المطالبين، بحرية التعبير والتغيير لآل سعود!
البقيع ضمت بين حناياها، أجساد بيت النبوة، ورجال صدقوا ما عاهدوا الباريء عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلاً، فروح النمر المبدعة، أنتجت عزفاً ملحمياً عاشورائياً، ينشد على مر العصور والدهور، قصيدة يا لثارات الحسين، فيكتفي العقل بالنظر، الى صوت الموت السعيد، في سفينة نجاة حسينية، يشق طريقه في كوثر الكرامة، ليرتوي شربة ماء، لا يظمأ بعدها أبداً، فبشركم الله بالخير، لأني هناك أقوى عوداً، وأصلب وقوداً!