18 ديسمبر، 2024 5:43 م

النقد اللاموضوعي لتقدم الجيش الروسي في المعركة!

النقد اللاموضوعي لتقدم الجيش الروسي في المعركة!

( استقراءاتٌ عسكريةٌ مجرّدة )
كما دوماً , نبعتد عن صفة التعميم , مع الأعتراف المسبق أنّ اللاموضوعية ” هنا ” ليست بنسبة 100 % 100 , فعلى الأقلّ أنّ تقنيات الأسلحة الروسية هي دون مستوى اسلحة دول الناتو المرسلة الى الأوكران , لكنّ كلّ ذلك يشكّل جزءا حيويا فقطً من متطلبات ادارة المعركة او الحرب ضمن دائرةٍ محدودةٍ الى حدٍ ما .!

بإنعطافةٍ محددة لابدّ من الإشارة اليها , أنّ خبراء متخصصين وقادة عسكريين كبار من البنتاغون وهيئات الركن في وزارة الدفاع البريطانية ” بجانب ضباط مخابرات ” هم الذين يشرفون على ادارة عمليات القوات الأوكرانية , دونما الغاءٍ لدور القادة العسكريين الأوكرانيين الذين يتمتعون بكفاءة عسكرية ملحوظة , لكنّ تدفق الأسلحة الغربية ومنظوماتها المتعددة من مصادر امريكية , المانية , بريطانية وفرنسية ” وحتى سواها ” قد أثّر بفاعلية على طبيعة العقيدة العسكرية الأوكرانية المعتادة على العقيدة السوفيتية السابقة , وعدم التكيّف والتأقلم كلياً مع السلاح الغربي وتقنياته وآلياته على مستوى الألوية والأفواج نزولاً الى معظم وحدات الجيش الأوكراني , قد كان له انعكاساً بالغاً على أداء الجيش الأوكراني .

يلاحظ ايضاً منذ بدء المعارك في شهر شباط – فبراير من السنة الماضية , أنّ القيادة العسكرية الروسية اضطرت لتغيير التكتيك العسكري وحتى ستراتيجيات ادارة المعارك وفقاً او لمقابلة خطط ضباط الناتو في اوكرانيا ومتغيراتها في ادارة دفّة المعارك والمتطلبات الجيو- سياسية ايضاً , وقد نجح الروس في ذلك نجاحاً يعتبر باهراً في عدم السماح للجيش الأوكراني في إحداث ايّ خرقٍ في الخطوط الروسيّة , < كما يشار بهذا الصدد أنّ الحركة الغامضة الأخيرة لقائد مجموعة فاغنر ” يفغيني بريغوجين ” لم يكن لها ايّ تأثيرٍ او انعكاسٍ على سير المعارك , رغم أنّ هذه القوات اٌبليت بلاءً اكثر من حَسنٍ في تحرير او الأستيلاء على مدنٍ ومناطق اوكرانية جوهرية > .

من الواضح أنّ الكرملين وقيادة الأركان الروسية وجنرالاتها ” المعتّقين ” يديرون المعركة بنفسٍ طويلٍ وربما اكثر .! < وهذه احدى النقاط التي اعتمدها ” النقد اللاموضوعي ليطء سرعة تقدم الجيش الروسي في العمق الأوكراني المحدود او المحدد ” > .! , فالى ذلك يبدو أنّ من اولويات القيادة الروسية الأحتفاظ بطرق إمدادٍ لوجستيةٍ قصيرة لقواتها , لما في ذلك من مرونة في إحكام السيطرة الميدانية , والأهم من كلّ ذلك أنّ الكرملين ينظر ببعد نظرٍ استباقيٍ لتطورات المرحلة القادمة التي تحتمل نزول قواتٍ غربيةٍ مموهة من قوات الناتو للإقتراب المفترض للحدود الروسية المواجِهة < وآنذاك فقد يغدو الأقتراب من وقوع الواقعة .! > ولكلٍّ أمر حساباته المحسوبة وغير المحسوبة .!

ما يجري من مجرياتٍ عسكرية – سياسيةٍ للروس , هو إدامة إنهاك اوكرانيا في اقتصادها شبه المتهدم والبنى التحتية المتهرّئة , حيث لولا الدعم الغربي المسرف لرفعَ زيلينسكي راية الأستسلام البيضاء خفّاقةٍ وبأمتنان , وهو الآن على درجة عالية من المنبوذية مما تبقّى من الشعب الأوكراني في الداخل , والذي لجأ نحو عشرة ملاييم مواطن الى الدول المجاورة .

أحدث خطوةٍ من ” حداثة ” الخطى الروسية , هي اعلان الرئيس بوتين أنّ ايّ سفينةٍ ” مهما كانت جنسيتها ” ستدخل البحر الأسود ” بدءاً من من منتصف تموز – يوليو ” القادم ستكون هدفاً منتخباً لصواريخ الغواصات والطرادات والطائرات الروسية , وهنا يمكن القول أنّ اولّ الغيث الروسي الآني هو قطرة وربما أقلّ .!