ترى وتقرا هنا وهناك عبر صفحات التواصل و أوراق الصحف و برامج القنوات مقالات او منشورات و خطابات أحيانا تكون مكررة الى حدّ الملل ، يقول أحدهم أو ينقل : “ان أمريكا صنعت مسيّرة بحجم الإصبع فردّت عليها الصين بصنع واحدة بحجم البعوضة بينما نحن مازلنا نتساءل ماذا كان يقصد الشاعر بقوله وكاف وكفكاف”
ويقول الآخر او يردد : “تركيا تصنع طائرات وباكستان قطارات ونحن ما زلنا نناقش هل الحجاب لكل الراس وهل تصح الصلاة بمسح القدمين ام بغسلهما”
وثالث يقول : “الدول تنشئ مراكز بحثية نووية ووكالات فضائية ونحن ننشئ مراكز تحفيظ القران” ، فيعلّق له متنورون مثله ومتطورون ان الأمم التي تنشغل بالماضي لن تصنع المستقبل ، وهذيانات كهذه كثير ،
يا أخي ما هذا الترديد الغبي دون وعي والنقل الأعمى واحدا عن واحد دون علم ، هل تظن ان تلك الأمم التي تصنع الطائرات ليس لديها أدب وشعر واهتمام بلغة الأولين وابداعات الحاضرين ، هل لأنك لا تعرف من العالم الا صفحة تنقل منها وتردد تظن ان الامم التي تنشئ مراكز فضائية شرط ان تهمل المراكز الدينية او الأخلاقية ، هل بسبب ببغاويتك العمياء صدّقت ان الأمم التي تصنع قطارات وتفتح جامعات هي أمم لاعلاقة لها بالتربية والآداب والدين والخلق؟!
كان لي صديق يواظب على الصلاة ولا يقرب المعاصي وكان يرى صديقا ثالثا لنا يقيم صلاته في وقتها ولكنه كان مبتلى بشرب الخمر أحيانا ، فقال له يوما ونحن جالسون وقد همّ الرجل القيام الى صلاته : يافلان : “لماذا تضحك على نفسك وتضحك على الله ، أترك الصلاة يا اخي فأنت شارب خمر” ، قلت له غاضبا : لماذا تصرّ على ان يترك الصلاة ولا تحثّه على ترك الخمر ، يا اخي دعه يصلّي فلعل الله يوما يثبّت صلاته ويرزقه ببركتها ترك الخمر، فالصالحات خير وابقى .
و أنت أيها الناصح والكاتب والخطيب : لماذا النقد العبثي والسلبي والهدّام ، دعْ من يربّي الأجيال على الخلق والدين يواصل مهمته ، و دع من يبدع في الشعر والأدب والفن والرسم والمسرح دون إسفاف يداوم موهبته ، واذهب وابحث في مكان آخر من مجتمعك عن علماء وخبراء وموهوبين في التطوير والصناعة فسوف نفخر بهم أيضا ولن يمنعهم او يلومهم أحد . هكذا تَصنع الأمم ،، ولا تردّد ما لا تفهم كالببغاء .