23 ديسمبر، 2024 9:32 ص

إذا تغيرت الرؤوس تغيرت النفوس , وإذا تغيرت النفوس تغير السلوك , وعندها يتحقق ما في الرؤوس.
ومعنى ما تقدم أن التغيير المنشود يجب أن يكون تغيير فكر , وإعادة ترتيب آليات الرؤوس , وكيف يجب أن يكون عليه التفكير.
فالتغيير يبدأ بالرؤوس ويصيب النفوس ويتجلى في السلوك , ولهذا فأن الأمم التي تطورت وإنطلقت بنهضتها الحضارية الأصيلة , بدأت بإعادة ترتيب معاقل الرؤوس , وتزويدها بمهارات إقتراب وتفكير جديدة وغير تقليدية.
فهذه أمة الصين تكونت وتألقت بعد أن غيّرت ما في رؤوسها , إذ توفرت لها القيادة التي إستطاعت أن تعيد برمجة الرؤوس وضخها بمناهج تفكير جديدة ومنتجة , فانطلق ما فيها من قدرات الإبداع والإبتكار , ووصلت إلى ما هي عليه اليوم من إقتدارية إقتصادية عالية.
وعلة أمتنا في الرؤوس والنفوس , ولن يتغير حالها إن لم يتغير ما في الرؤوس , لكي تتحرر من التقليد والتبعية وتحي عقلها , لا أن تعيش معطلة العقل ومفعول بها دائما , ومتمحنة في مستنقعات التقليد الأعمى الذي أخذها إلى ميادين سقر.
فرأس الأمة بحاجة للتحرر من الغثيان الديني والإستبداد التقليدي التبعي القابض على بصيرتها.
وإن لم تفَعِل عقلها , وتتخلص من الطغيان الإستعبادي لوجودها بإسم الدين , فستمضي بمسيرة إتلافية إنقراضية , لأن سنابك العصر ستدوسها وتساويها بالتراب.
فهل ستمتلك الأمة القدرة الحضارية والعزيمة الروحية والفكرية والنفسية , التي ستحررها من دثار رقدتها , وتخرجها من ظلمات العطل والكسل والتقليد القطيعي , وتلقي بها في آفاق الأنوار المعرفية والعلمية , المستنهضة لما فيها من كوامن الإبداع والإبتكار والعطاء الحضاري الأصيل.
إن الأمة لقادرة وستكون بإرادة أجيالها المتنورة العازمة على أن تكون!!