23 ديسمبر، 2024 10:14 ص

النفوذ الضار الذي لابد من إستئصاله

النفوذ الضار الذي لابد من إستئصاله

أکثر عامل سلبي مٶثر بصورة غير عادية على الاوضاع السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الفکرية في العراق، هو نفوذ النظام الايراني الذي صار يتعاظم عاما بعد عام منذ الاحتلال الامريکي وهيمنة أطراف وشخصيات تم إعدادها في طهران لکي تٶدي الادوار التي يوکل إليها، خصوصا وإن المقاومة الايرانية قد قامت بنشر معلومات دقيقة عن عمالة هذه الاطراف والشخصيات وفضحت ذلك من خلال قوائم الرواتب التي يستلمونها من النظام الايراني لقاء عمالتهم لهذا النظام.
ظاهرة الميليشيات التي باتت تفرض دورها المشبوه والتخريبي في مختلف المجالات وتقوم بعمليات السرقة ونهب المال العام والابتزاز في وضح النهار، هذه الميليشيات يعلم القاصي قبل الداني بأنها من نتاجات النظام الايراني حيث قام بتأسيسها من أجل ضمان تنفيذ مخططاته في العراق على أفضل مايکون، وإن الاعتراف بسلبية دور هذا النفوذ المشبوه قد بات يتم إقراره حتى من جانب الشخصيات الشيعية، فهاهو رئيس الوزراء العراقي السابق، حيدر العبادي، يقر ويعترف بوجود نفوذ إيراني في العراق، وانتقد تدخل بعض الفصائل المسلحة في تشكيل الحكومات واختيار النخب الحاكمة، معتبرا أن هذا الأمر يثير الحزن. وبطبيعة الحال فإن تلك الفصائل المسلحة التي يشير لها يعلم جيدا وبصورة د‌قيقة بأنها مجرد آلات وبيادق بيد النظام الايراني وإنها إمتداد له وتجسد دوره ونفوذه بصورة عملية في العراق.
ويعترف العبادي ضمنيا في تصريحاته هذه للتلفزيون الروسي بدور النظام الايراني في العملية السياسية من خلال فصائل الحشد الشعبي التابعة له عندما يقول:” أي مسؤولية أمنية داخل البلد هي من صلاحيات السلطة المدنية، هؤلاء(أي الميليشيات العميلة لإيران) لا يجوز أن يتدخلوا في تنصيب الوزارات، فهذا خطر على البلد.. لا نريد أن تسيطر على هذا البلد جماعات مسلحة متناحرة تفتش عن مصالحها السياسية فقط ضد مصالح المواطن”، ومن المثير للسخرية والتهکم إنه وتزامنا مع تصريحات العبادي هذه فإن هناك تقارير أخرى تٶکد على قيام الميليشيات التابعة لطهران بسرقة ونهب النفط العراقي وإرسال عن طريق صهاريج الى خارج العراق.
الدور السلبي للنظام الايراني والذي صار مثيرا للقلق والتوجس على مستوى المنطقة والعالم کله، وخصوصا لکونه مزعزعا للأمن والاستقرار ومٶثرا بصورة سلبية على السلام العالمي، قد صار عاملا ودافعا من أجل عقد مٶتمر وارسو في شهر 13و14 شباط2019، لبحث هذا الدور وکيفية التصدي له، وإنه من المهم على الذين لايزالون يتمسکون برفع مظلة نظام ولاية الفقيه على رٶوسهم أن يعلموا بأن عهد هذه المظلة في طريقه للإنقضاء والافضل أن يلقوه جانبا قبل أن يجبروا على ذلك رغم أنوفهم!