23 ديسمبر، 2024 10:09 ص

النفط والغاز ملك للشعب لا يدار من قبل محافظة او إقليم

النفط والغاز ملك للشعب لا يدار من قبل محافظة او إقليم

الاراضي اميرية في العراق تستثمر بقوانين اما بالبيع او الايجار او باللزمة او إيجار مساطحة ، وغير ذلك من أوجه التصرف القانوني تخول بموجبه الحكومة المركزية للتنازل الآني عن حقوقها في هذه الأراضي من أجل النفع العام ولها العودة عن ذلك التصرف لصالح النفع العام ، والأرض هذه صالحة للتصرف الا بما تحتويه من نفوط وغاز ومعادن فإنها لا تخضع الا لسلطة الدولة المركزية لانها بحكم الدستور مسؤولة عن ادارة عموم الدولة ومصالح شعبها ، وان مانصت عليه المادة 111 من الدستور كان صحيحا على ان يضاف إليها عند التعديل والمعادن الاخرى ، غير ان ما جاء بالفقرة الاؤلى من المادة 112 هو موضع شك في احتساب النوايا ، حيث نصت تلك المادة على ان تقوم الحكومة الاتحادية بإدارة النفط والغاز المستخرج من الحقول الحالية مع حكومات الأقاليم والمحافظات المنتجة ، وهذا يعني تجزئة المسؤولية في أمر سيادي من حق الاتحاد التكفل به منفردا ، وان توزيع الواردات بشكل منصف يتناسب مع التوزيع السكاني في جميع أنحاء البلاد ، هو أمر بديهي ليس بحاجة الى نص دستوري اذا ما عادت الدولة من جديد الى قاعدة التخطيط المركزي والتنفيذ اللامركزي ، فتوزيع الثروة مثلا على اساس نسبة السكان قد يفقد إقليم كردستان فرق نفقات تعبيد الطرق في المناطق الجبلية او إنشاء الجسور عنها في مناطق سهول الوسط والجنوب ، ففي الجبال تكون النفقات أعلى بسبب وعورة الأرض وصعوبة التعامل مع الصخور ، وبسبب الحر والرطوبة في الجنوب فإن البصرة بحاجة الى تخصيصات تفوق النسبة السكانية لأغراض تلافي او معالجة الأمراض المتوطنة ، وان محافظة بغداد تعدادها ثمانية ملايين نسمة ، فلها خمس الموازنة اذا ما تم اعتماد النسبة السكانية. ولا يجوز بتقديرنا الذهاب إلى ما نصت عليه الفقرة ثانيا من المادة أعلاه ، ذلك ان الوزارات الاتحادية في الدولة النظيفة (ذات الحكومات الصالحة )هي المسؤولة عن الخطط الاستراتيجية لكافة الأنشطة ، بما فيها استخراج وتسويق النفط والغاز والمعادن الاخرى.
ان الدول الاخذة بالنظام الفدرالي على سبيل المثال ،لا تمنع حكومات الاتحاد من تحريك قواتها المسلحة إلى داخل الأقاليم الفدرالية ، ولا تنافس حكومات الاتحاد في السياسات الخارجية ، ولا يعقل أن يستقبل حكام الويلايات في الويلايات المتحدة استقبال الرؤساء .
ان الاخوة الكرد بحاجة لإعادة النظر بسياساتهم المالية وان يتخذ اللازم لإيقاف هدر المال العام بأيقاف
تهريب النفط الخام ، وإيقاف حجب المعلومات عن المركز فيما يخص كميات النفط المستخرج وكميات النفط المسروقة .
ان الحكومات المتعاقبة على العراق ، منذ عام 2003، وبسبب فسادها ، عطلت دور وزارة التخطيط في مسألة وضع الخطط المركزية للتنمية ، وأنها بددت الثروات دون مقابل يذكر ، لا تخطيط ولا تنفيذ ، بل كلام مسهب غير مفيد ، واليوم بسبب عدم تحسب الحكومات للطوارئ، يقف العراق وجها لوجه امام أزمة مالية سبقتها أزمة اقتصادية ، على الكتل السياسية جميعها ان تصحى على زمانها ، وان تقدم للناس حكومة واعية تستطيع انتشال البلد من ضائقة لا يعرف مداها الا الله….