18 ديسمبر، 2024 7:18 م

النفاق ينخر جسد الدولة

النفاق ينخر جسد الدولة

المنافقون عبر التأريخ أشرُ الناس و أشدهم عقاباً عند الله وعقابهم أشد من عقاب الكفار كما أخبرنا القران الكريم ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ) وذكر القران الكريم ثلاثين صفة للنفاق وردت في أحد عشرسورة منه تؤكد المرض الخطير الذي يصيب البعض. وقبل ذلك تناول الموضوع واحدا من أهم الفلاسفة اليونانيين وهو ( تيوفراست 360 قبل الميلاد) وهو من طلاب أفلاطون وصديق سقراط وهو من ألّف كتابا أسماه ( طبائع ) أُعتُبرمن أهم الكتب التي تناولت تحليل السلوك المنحرف وأشارالى مكامن الشر في طباع النفس البشرية وقرر تيوفراست في النهاية, أنّ المنافق هو من أحتل الأسوأ وألاقبح بجدارة بين كل شخصيات ألتأريخ على الاطلاق دون منازع.
ولننتبه هنا أن تيوفراست عاش في زمان قديم قبل ميلاد السيد المسيح, ولم يكن هناك بعد أي وسيلة من وسائل النفاق الحديثة المتعددة فلا وجود للكراسي التي تجعل المنافقين يرقصون طربا للجلوس عليها, ولم تتشكل الأحزاب المختلفة بعد ولم يألفوا المناصب والوزارات التي تجعل الواحد يعرض ضميره للبيع في سبيل المنصب, ولا وجود لسيارت الدفع الرباعي, وكانت حياتهم فقط تضم مفردات بسيطة ولم يكن هناك تنافس سوى على النساء الشبيهات بالتماسيح والتنافس على مصدرالغذاء والماء, ومع كل ذلك أعتّبرتيوفراست أنّ النفاق هو الصفة ألأسوء التي تستمر من جيل لآخروأسهب بشرح صفات المنافقين وأستغلالهم لآي ظرف يعزز موقفهم ويخدم أهدافهم في التلون مع كل الناس تحقيقا لخفايا رغباتهم الغير مشروعة.
ولو قُدر لصاحبنا تيوفراست أن يعيش اليوم وسط مجتمعنا لكان ألّف مجلدات كثيرة ولم يكتف بكتاب واحد عن النفاق والتزلف والتلون ولأصيب بصدمة تجعله يصاب بالشلل الفكري أو أن يترك تأليف كتب الفلسفة ويتجه الى تأليف كتب الطبخ والاكلات الشعبية.
والكارثة ألأكبرأنّ مرض النفاق صاروباءً خطيرا فتاكا وأنتشر بشكل مخيف وسط كل مفاصل حياتنا ودوائرنا وصار الكثير من الموظفين يتنفسون النفاق والرياء وأصبحت الدولة تعاني من جيوش المنافقين المضلين الأذلاء, بل ولايخجلون من أنفسهم حينما يجاهرون علنا متبجحين متفاخرين بتلونهم ونفاقهم الرخيص بمناسبة وبدونها, وفاتهم أنْ يعلموا أنّ النفاق يفسد إلايمان وهو اخوالكفر وتوام الشرك وأن ذا الوجهين لا يكون وجيها عند الله.
ولكّم عانينا من نماذج للنفاق صارت رائحتها تزكُم ألأُنوف عاشت سنوات بيننا وما زالت, كونها تلونت وتقلبت مع كل من يمسك زمام الأمور, وهي من الوضاعة بحيث تتفاخر برفع شعارغاية في السوء والقبح وهو ( من يتزوج أمي يصيرعمي ),وليعلموا أنّ الناس تمقتهم ولا تطيق رؤية وجوههم الكالحة وليقرأو كلام سيدنا علي بن أبي طالب عليه السلام حينما وصفهم بدقة : (“أحذّركم أهل النفاق، فإنّهم الضالّون المضلّون. والزالّون المزلّون، يتلوّنون ألواناً، ويفتَنُّون افتناناً، ويعمدونكم بكلّ عماد، ويرصدونكم بكلّ مرصاد.قلوبهم دويّة، وصفاحهم نقيّة، يمشون الخفاء، ويدبّون الضراء، وصفهم دواء، وقولهم شفاء، وفعلهم الداء العياء، حسدة الرخاء، ومؤكّدو البلاء، قد أعدّوا لكلّ حقّ باطلاً، ولكلّ قائم مائلاً، ولكلّ حيّ قاتلاً، ولكلّ باب مفتاحاً، ولكلّ ليل مصباحاً، يتوصّلون إلى الطمع باليأس ليقيموا به أسواقهم، وينفقوا به أعلاقهم، يقولون فيشبّهون، ويصفون فيموّهون، قد هوّنوا الطريق (الدين)، وأضلعوا المضيق، فهم لُمَة الشيطان، وحُمة النيران.