23 ديسمبر، 2024 11:15 ص

النفاق في أهدار دم حسين الأسدي

النفاق في أهدار دم حسين الأسدي

حسين الأسدي واحد من أعضاء برلمان العراق العتيد، ولكثرة ما يود جميع أعضاء هذا البرلمان أن تتعلق حناجرهم صباحا ومساءا بمكروفونات الفضائيات ومراسلي الصحف والإذاعات فقد قيض لحسين الأسدي أن يجد واحدة من تلك الأجهزة الصحفية ليقول فيها ما يريد إعلانه ويجد له موقعا في الإعلام حاله حال بقية أعضاء البرلمان، لذا فقد أطلق جملته دون أن يعي نتائجها فقد صرح بأن المرجعية الدينية حالها حال منظمات المجتمع المدني ودورها هو ذات الدور الذي تضطلع به تلك المنظمات.

جملة لا زيادة ولا نقصان فيها ولكنها أشعلت النيران وفتحت عليه سعير جهنم وبات معها مهدور الدم مطاردا من أشخاص معروفين وأشباح يتوارون خلف أسلحة فتاكة لا يدري في أي لحظة سوف تخترق الرصاصات رأسه.

عشيرة بني أسد في البصرة الفيحاء وباقي حمولاتها وربما عشائر أخرى أهدرت دمه وأحزاب أسلامية استنكرت عليه قولته وتبرأ حزب الدعوة ومثله دولة القانون منه ومن تصريحه.

هل يحق لعشيرة بني أسد وأفخاذها وتوابعها أن تكون حاكما وتصدر حكم الإعدام بحق حسين الأسدي وعلى أي شرع استند حكمها ووفق أي قانون وأية تهمة ومن قبل أية محكمة صدر هذا الحكم.

في نص البيان الذي أصدرته عشيرة بني أسد أشير لكون المدعو حسين الأسدي ليس له في سجل العشيرة وجود وهو من التبعية الإيرانية ولا علاقة له من بعيد أو قريب ببني أسد في العراق ومع هذا فهم أهدروا دمه.

 لو توقفنا عند هذا النص من البيان فنجد فيه خللا كبيرا لا بل تعديا على حقوق البشر وعلى هذا نوجه سؤالنا للعشيرة المحترمة ونريد منها جوابا مقنعا بقدر ما تفرضه عليها المسؤولية الوطنية والأعراف العشائرية. ما هو شرع وقانون حكمكم الذي أهدرتم به دم حسين إن كان هذا الرجل من غير رجالكم وليس بتابع لكم وهو من بلد أخر ؟. هل أنتم تؤون رجال من إيران ليكونوا ضمن أبناء عشيرتكم؟ وأن كنتم تنكرون ذلك فأي حقوق لكم على رجل أجنبي وليس من توابعكم لتهدروا دمه.

الشيء الأخر، السيد حسين غير الأسدي بأعرافكم لم يشتم المرجعية بقدر ما وضعها في توصيف ربما هو توصيف غير دقيق في أعراف العمل الطوعي أو المهني ومن الجائز أيضا وحسب ظن حسين أن ذلك يحمل نوعا من الصحة ولكنه في تصريحه لم يكفر  أو يشتم المرجعية وإن وجه الأمر إلى المرجعية الرشيدة فتجدون جوابها يختلف قطعا عن أحكامكم وإنما يتقاطع معها، أيضا الرجل لم يمارس مثلما يمارسه يوميا العديد من المسلمين الذين يشتمون حتى رب الكون عز وجل وينهبون ويسرقون ويزنون ويقتلون خلافا لشرع الدين وما جاءت به الرسالة المحمدية العظيمة ولم تقف بوجههم عشيرة أو حزب ليرسلهم إلى سجن أو يحاكمهم أو يهدر دمهم فهل رب العزة اقل شأننا من رجل دين جعله تبحره بالفقه الإسلامي مرجعية للبعض وليس لجميع المسلمين.

والعجب يأتي من بعض الأحزاب الإسلامية الشيعية التي راحت تتبارى بالبيانات والاستنكار للتبرؤ وتسوط حسين الاسدي بالنعوت السيئة لتغسل عن ثيابها مساوئ أفعالها المشينة وتأخذ من خلال بياناتها تملق الشارع بمزايدات تريد أن تثبت فيها كونها في مقدمة المدافعين والحريصين على المراجع الدينية وهذه لعمري تأتي لغايات انتخابية رخيصة معروفة وهنا يأتي لصوص قوت الشعب واكلة الحرام ومن يهين الناس ويجوعهم في كل يوم من أحزاب الحكومة وشركائهم ليدافعوا عن المرجعية الدينية التي تبرأت منهم قبل غيرهم بسبب ما يقومون به من أفعال، ووصل الأمر بالمرجعية الرشيدة أن أهانتهم بالامتناع عن استقبالهم .

حسين الأسدي لم يشتم المرجعية ولم يشتم أو يهين رب العزة والجلال بقدر ما فعلتموه أنتم حين تهينون خلقه وتجعلونهم يكفرون بكل القيم السماوية والأرضية. لا بل صار الكفر بالذات الإلهية وحتى بالمرجعيات الرشيدة ومن جراء أعمالكم المشينة عادة يومية لدى الشعب العراقي. فكونوا مع أنفسكم رجالا قبل أن تاستأسدوا على الآخرين أن كنتم عشائر أو أحزاب أسلامية أو أي مسمى أخر وضعوا عيونكم بعيون الحقيقة الصادقة وليس غيرها فرب العزة والجلال ولا المرجعية الرشيدة بحاجة لمثل هذا التملق والتزلف المنافق.     
[email protected]