الأنسانية واحدة مثل الرب والقول بغير ذلك يؤدي للأشراك الذي يرادف النفاق
في نظرةٍ للانسانية وهذا هو جوهر الأختلاف في مواقفنا اتجاه القضايا المتعددة رغم وجود رابط مشترك يجمعها .
اليوم تعاني الكثير من شعوب العالم ويلات وأزمات كُثر شكلت سكين ينهش بجسد تلك الشعوب لدرجة الاحتضار على كافة الاصعدة ,لا اريد الغوص في أسباب هذه الويلات والأزمات لكونها معروفة بأسبابها الداخلية والخارجية , الامر لم يقف عند هذا الحد انما تجاوز ذلك وصولًا لمواقف الأخرين التي تمايزات رغم تشابه آلة القتل والاسلوب لكن الضحية دائمًا ماكان محل اختلاف لكونه ينتمي لهذا الدين او ذاك ولم يقف التمايز بين الاديان المختلفة حتى كان مابين الدين الواحد وهو الاكثر شيوعًا .
مايهمنا بالاساس هو مواقف الدول والمنظمات كونها من أشخاص القانون الدولي والتي تتمتع بشخصية دولية وفق القانون الدولي العام, لذا مايصدر عن كلتا الشخصتين هو الذي يرتب أثر وليس بالضرورة أن يكون هذا الأثر مباشر انما يمكن ان يكون غير مباشر يترتب من خلاله حجب التغطية الاعلامية ومنع المختصين من أتخاذ قرار ادانة اتجاه أحدى القضايا .
استمرار اختلاف المواقف اتجاه الضحايا لكوننا مختلفين معهم عقائديًا او قوميًا لايعدو أن يكون احدى مراحل الانحطاط التي نصل اليها والتي تؤدي بطبيعة الحال لانعدام مفهوم الانسانية ورسوخ النفاق الانساني وهو أشد أنواع القذارة التي يصل اليها الضمير البشري
بكل تاكيد أن هذه الاختلافات بالمواقف تعود لأسباب سياسية ومصالح دول والتي للاسف تُغطى بمفهوم ديني حتى يتم التلاعب بمشاعر الناس وكسب تعاطفهم حتى عند ارتكاب الخطأ ,
المُحصلة النهائية لهذا الامر الغير مبرر هو أستمرار معاناة الشعوب لعدم وجود مساندة دولية وللاسف في كثير من ألاحيان تاتي المساندة للحكومات وللمجاميع التي تشكل سببًا لهذه المعاناة ,
هناك أمثلة عديدة لعل ابرزها ازمة اليمن التي أصبح شعبها حطبًا
لنيران ارباب الحروب , كذلك مسلمي بورما والروهينجا الذي تفاجئنا بالصمت العالمي الذي كان فاضحٌ وواضحٌ أتجاه الانتهاكات المكررة والتي يندى لها جبين الوحوش وليس البشر لهول طرق التعذيب.
يجب على جميع المنظمات الاقليمية والعالمية الابتعاد عن مصالح الدول المؤسسة لها واعضائها عندما تكون القضية قتل جماعي , وتشكيل لجان مراقبة وتحقيق لكل مايُثار من ازمات ومشاكل تتعرض لها البلدان ويُشتبه بوجود حالات الابادة , التعاون مع وسائل الاعلام العالمية لكي تشكل خندق لمواجهة هذه الانتهاكات عن طريق اساليب الفضح والنشر لتلك الجرائم.
في الختام أن الخطر الذي يفرزه هذا التخلف الاعمى يجعل أمن العالم مهددًا لكونه يساهم بطريقة وبأخرى لشيوع الحقد بين الشعوب المتضررة بشكلٍ يؤدي بدرجة كبيرة لأستمرار التناحر والتنافر بين الشعوب ..