منذ بداية العدوان على سورية كتبت في مقالات عديدة، بأن سورية تعد “رمانة الميزان الاستراتيجي العربي” لموقعها الجغرافي المتميز من جهة، ولرفعها لواء المقاومة والممانعة ضد المشروع الإسرائيلي المدعوم من الغرب من جهة ثانية.
حرب حقيقية تم إعلانها على سورية.. تتعاون فيها أجهزة مخابرات غربية.. وتعاونها تركيا وحلفاؤها.. والتنفيذ فى الداخل تتولاه داعش وأخواتها، وجهاديين سبق تدريبهم في الغرب… فالذي يحدث في سورية من تدخلات ودعم للجماعات المتطرفة وفكرها القائم على الموت وسياسة الدعم الغربي القائم على تقسيم المجتمعات بات حقيقة لا ينكرها أحد في سعيها لتدمير سورية وجيشها.
كانت الخطة جاهزة للتنفيذ موًلوا واعتمدوا مليارات الدولارات وشحنوا الأسلحة، وفتحوا الحدود ، وخصصوا الطائرات والبواخر لنقل الجهاديين والأسلحة، وسخروا لها أضخم أجهزة الإعلام في ترويج الأكاذيب، اعتقدوا أنهم على بعد ساعات من تنفيذ ضربتهم الرئيسية فى ربيعهم العربي والحصول على الجائزة الكبرى فيه… وهي إسقاط سورية ، إلا أن الجيش السوري كان يقف للمخطط بالمرصاد وأفشل مخططاتهم الخبيثة، ومن هنا كانت النظرة التي أسقطت تحويل سورية بالكامل لمستعمرات وقواعد غربية لتحقيق أمن إسرائيل في المنطقة، على الرغم من المحاولات المستمرة التي يبذلها الإرهابيون بكافة فصائلهم من أجل العودة بالوضع إلى الخلف لتدمير البلاد وتفتيتها.
الرئيس الأسد قال في حوار إعلامي: إنه لا خيار إلا “مواصلة تنظيف المنطقة، ودفع المسلحين للعودة إلى تركيا، كما أن الانتصار في معركة ادلب، سيمهد الطريق لاستعادة السيطرة على بقية مناطق البلاد”.
ومن هنا كانت هذه النظرة ….
نظرة تقول إن “الانتصارات التي تشهدها سورية هي بفضل انتصارات الجيش السوري على الإرهاب ودحره، وأن المشهد الذي تشهده دول المنطقة تؤكد بما لا يدع مجال للشك بأن المشروع الغربي يواجه سقوطاً وفشلاً ذريعاً على أبواب دمشق”.
سورية اليوم ذاهبة الى لحظة الانتصار الكبير، بل ربما نطرق أبواب النصر قريباً، وما يعيشه الأعداء من خيبة في ظل الانتصارات التي يحققها الجيش السوري ، نقرأ فيها واقعنا فيها أن الجيش أسقطهم وحافظ على سورية من السقوط، وبذلك خسر الغرب وأدواته رهاناته العسكرية ولم يعد يراهن سوى على تفكيك تماسك الجبهة الداخلية، وهذا الرهان بدأ يسقط أمام وعي شعبي عال ، وحنكة سياسية وأمنية ملموسة في تعاطيها مع الامور، يتضح ذلك من خلال ما أكده الرئيس الأسد، بقوله “إن الأمل فى إنهاء الحرب على سورية بات أكبر مما كان في السنوات الماضية” .
لذلك نحن أمام مرحلة حاسمة من التصدي للمتطرفين وأعوانهم تستدعي من كل أبناء سورية بكافة أطيافهم بذل المزيد من الجهود وعلى كل المستويات للتصدي لهم وإفشال مخططاتهم ومآربهم الخبيثة، وإن العدوان التحالفي الأمريكي- الغربي- التركي المباشر على سورية يدفع بآخر أوراقه التي ستفشل كسابقاتها اعتماداً على الجيش السوري و وعي أبناء الشعب، وستثبت الأيام أن العدوان العالمي على سورية لم يكن غير حماقة لن تجني منها إدارة بايدن أي مكسب سوى الهزيمة والفشل.
مجملاً، إن التبدلات الاستراتيجية في سورية ليست إلا ثمرة من ثمرات الجيش السوري الذي استعاد زمام المبادرة من تلك الجهة الملتهبة من المحافظة الشمالية وهذا أمر ينبئ بقرب عملية الحسم النهائي في مدينة ادلب، التي من خلالها، سترسم باستراتيجية جديدة في محاربة كلّ الجماعات المسلحة وأخواتها، وبناءً على ذلك فإن جميع الاحتمالات والسيناريوهات واردة، ومن المتوقع حدوث مفاجآت كبيرة، ربما يكون أبرزها وأهمّها، زيارة الرئيس الأسد قريباً إلى مدينة ادلب، بعد تحريرها بالكامل من المتطرفين وأعوانهم، لتكشف المجموعات المتطرفة والدول التي تدعمها حجم الهزائم والخسائر التي أصابتهم، وليكتشفوا أنهم على وهم، وما يتحدثون عنه من إنجازات، هي في الحقيقية، أحاديث الوهم والسراب.
وباختصار شديد، ستعود سورية التي علمت العالم مرة أخرى، وتخرج من محنتها أقوى مما كانت، كون سورية لا يستطيع أحد أن ينكر أو ينسى دورها في المنطقة، وستنهض سورية من جديد، وتبث الثقة والأمان في ربوع المنطقة.