19 ديسمبر، 2024 12:29 ص

دقت ساعة حنيني إنه وقت الكتابة أو ربما وقت الألم لإيماني الشديد بأن الكتابة لم تكن يوما موهبة فهي خلقت في دمي في ذلك اليوم.
كان رذاذ المطر يعانق نوافذ ذلك البيت الذي يسكن مخيلتي وصوت نجاة كان أشبه بحضن أمي الدافئ إنه فصل الشتاء ، فصل الحنين للذكريات كما يقولون
إنه مغناطيس الذكريات .
هنا التقيت بك للمرة الأولى بجوار المكتبة ، كان الطقس مزدحما بالغيوم وتكاد السماء تكون حبلى بجنينها الأول ، ولغرابة الطقس وجماله خيل إلي بأن رحمها ضم توأما
وما أن وقعت عيني على متاهات عينيك حتى أنجبت السماء حبيباتها الأولى،
رائحة عطرك وذاك الزي العسكري جعلتني انجذب لأرتمي بين يديك بخيالي ، ربما تشبه رائحة التراب المبلل وانا اسير في طريق أظنه عطر الحب شرع يفوح
ولم أنس يوما ارتباكات نظراتك التي كانت تفر هاربة من نظراتي مختبئه بتلك الابتسامة.
لطالما كنت مختلفة عن صديقاتي فلم أكن أقتنع مطلقا بالحب من النظرة الأولى
وكنت دوما اقول أن ذاك ليس إلا أكذوبة مارسها علينا دجال الحب في رواياته
ألم تسمع بدجل الحب مسبقا ؟!
إنه أكثر فظاعة من دجل السحر والشعوذة
أوليس الحب له تأثير السحر في النظرة الاولى ؟ّ!
ربما هدف الحب الأسمى يا صديقي أن تتقبله بعقلانيتك قبل الغوص بتأثير سحره
لكن الآن وأنا ألبس تلك المعتقدات كيف تراني وقعت تحت تأثير تنويم نظراتك المغناطيسية فهي تقودني لحالة إفراط بالعشق هكذا .
حيث لمع بعيني ضوء الرعد لأعود لحاضري ساعة سمعت أول همسات المطر وبداية صرخات الطرب الأصيل التي تذكرني بك
لكنني الآن أشعر بأن برد الشتاء استقر بأوردتي منذ فراقنا
ألم أقل لك أني مختلفة ولم تصدقني ضاحكا
فمنذ ذاك اليوم وأنا أعيش مع ذكرياتك في كل يوم وكل صيف ليس إلا شتاء ماطر
فهل ادركت يوما الحب من النظرة الاولى؟!