النظام هو مجموعة عناصر متفاعلة فيما بينها ، لأجل تحقيق هدف ٍمعين ، فلا يكون النّظام نظاماً في وجود شيء واحد أو أمرٍ فردي ، لا بد من وجود أكثر من طرف حتى يتكوَّن النّظام وهو موجود في كل نواحي حياتنا بلا استثناء، فالنّظام يكون بين عدة أطراف وليس أشخاص ، ويبدأ من البيت والشارع ومكان العمل.
عندما نريد معرفة مشاكل مجتمعنا العراقي والتي حصلت بسبب سياسة الدولة الداخلية والخارجية نتيجة لخلل قد حدث في التوازن داخل المجتمع بعد انهيار النظام عام 2003 ، ( بسبب احتلال العراق وحسب قرار مجلس الامن المرقم 1483 في 2003 والذي جاء في احد فقراته ” وإذ يلاحظ الرسالة المؤرخة ٨ أيار/مايو ٢٠٠٣ الموجهة إلى رئيس مجلـس الأمـن مـن الممثلـين الدائمـين للولايـات المتحـدة الأمريكيـة والمملكـة المتحــدة لبريطانيــا العظمــى وإيرلندا الشـمالية (S/2003/538)، وإذ يسـلِّم بالصلاحيـات والمسـؤوليات والالتزامـات المحـددة بموجــب القانون الدولي المنطبق على هاتين الدولتين، بوصفـهما دولتـين قـائمتين بـالاحتلال تحـت قيـادة موحدة “) ، ان من أسباب انهيار الدول والمجتمعات هو الاحتلال ، وعندما نقول (النظام) يعني ذلك طبيعة نظام عمل الدوائر الحكومية داخل الدولة والمجتمع ، وليس نظام شخص او طائفة ، حيث ان الأشخاص اخذوا مناصبهم في الحكومة بموجب النظام.
من هنا بدء تثقيف الشعب عكسيا لمفهوم انهيار (نظام فلان) وليس انهيار نظام دولة والمجتمع ، فاذا بدأنا بالمجتمعات العراقية البسيطة نجد حصول انفلات داخل اكثر العوائل وتخلي بعض افرادها عن القيم والمبادئ التي فقد اباؤهم حياتهم من اجل تعليمهم وتربيتهم على ما تربوا هم عليه من مبادئ وأسس أخلاقية صحيحة ، وهي حالة طبيعية جدا بسبب عدم وجود الرقيب والحساب ، وقد تم الباسها لباس الديمقراطية ، اما الشارع فأنه يعطي صورة كافية عن انفلات التقيد بالنظام وكذلك انعدام الرقابة والحساب فتجد الدخول اصبح خروج والعكس صحيح وشوارع تغلق وأخرى تفتح بأمر كل من يريد ، وهكذا دواليك .
مما تقدم نجد ان ثقافة الانهيار قد تكون هي السائدة ، بسبب تعطيل الدستور والقوانين وعدم تنفيذها وانعدام الجهات الرقابية التي من مسؤوليتها رقابة تنفيذ القوانين والأنظمة ، واعتقد ان السبب في ذلك هو الفهم الخاطئ للحرية والديمقراطية من قبل بعض الدخلاء على النظام السياسي والاجتماعي بجميع اشكاله ممن تأثروا بعدة كتب حديثة تحاول تغيير الثقافة المجتمعية والقبلية التي هي أساس المجتمعات العراقية ، ووضع أسس وأيديولوجيات غربية لمجتمع عشائري شرقي ، وهذا مستحيل .