كما نظن ان اهداف النظام الايراني من تدخله في معركة الموصل تتلخص في ايجاد ممر امن يلف حول الموصل وصولا الى القامشلي والحسكة والرقة نزولا الى اللاذقية والساحل السوري امتدادا الى الساحل اللبناني والاتصال بقواته وميليشياته في سوريا ولبنان ،ولكن تكشف ان الغايات الايرانية ابعد من ذلك اذ ان ايران ترمي الى اقامة مستوطنات بدلا من ممر كما توهمنا ابتداءا من تلعفر حتى الشمال الشرقي والغربي من الموصل وعلى عموم التقاطعات العراقية السورية الكردية التركية ما يعني وبالمباشر احداث تغيير ديموغرافي طائفي في عموم محافظة نينوى بل وحتى في مدينة الموصل التي تروم ايران جعلها محطة لوجستية لتغذية مسالكها الى سوريا .
وفي مقال تحليلي نشرته مجلة نشنال انترست بهذا الشأن قال السفير الأمريكي السابق في العراق زلماي خليل زاد ان هدف النظام الايراني من التدخل في عملية الموصل اقامة بؤر استيطانية عند تقاطع المناطق العراقية السورية والكردية التركية للوصول الى منفذ يوصله الى سوريا والبحر الأبيض المتوسط. ويستنتج زاد في جانب من مقاله الذي يختص بالخلافات التركية العراقية ويقول:إنه من وجهة نظر تركيا فإن الخلاف مع بغداد ليس لوجود قوات تركية في بعشيقة، بقدر ما هو خلاف بين تركيا والحكومة في بغداد التي يهيمن عليها الشيعة الموالون لإيران.
– إن تركيا ترى أن الحكومة في بغداد قد تآكلت بفعل سنوات الحرب الأهلية والسياسات الطائفية التي اضطهدت من خلالها السنة العراقيين والسنة التركمان واستعدت الأكراد العراقيين.
ثانيا: إن تركيا لا يساورها القلق بشأن الموصل فحسب، ولكن بشأن ما حول الموصل حيث:
– إن إيران ترغب في إقامة بؤر استيطانية عند تقاطع المناطق العراقية السورية وتقاطع المناطق الكردية التركية.
– إن سيطرة إيران على هذه المناطق تمنحها القدرة للتحكم بالأكراد بشكل مباشر أو عن طريق وكلاء بالنيابة عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
– إن الأتراك يعتقدون أن إيران تسعى للحصول على ممر بري إلى سواحل البحر المتوسط بسوريا ولبنان.
– إن الموصل هي أقصر الطرق لتحقيق إيران لهذا الهدف.
– إن تركيا تريد أن تمنع إيران من تحقيق هذا الهدف.
واستدرك بالقول إن واشنطن تشارك أنقرة في القلق إزاء التطلعات الإيرانية وإزاء خطر المليشيات الشيعية، وذلك خشية ارتكابها فظائع في الموصل يكون من شأنها أن تؤدي إلى حرب طائفية حتى بعد طرد تنظيم الدولة.
وأضاف أنه بدلا من أن تنحاز الولايات المتحدة إلى تركيا أو العراق في الخلاف الذي بينهما، فيتعين عليها:
– أن تستخدم الدبلوماسية لإيجاد ترتيبات تسهل عملية استعادة الموصل من تنظيم الدولة.
– أن تمنع تحقيق إيران لأهدافها في الموصل.
– أن تمنع اشتراك المليشيات الشيعية الموالية لإيران في معركة الموصل.
– أن لا تقوم بإحراج العبادي أو تجعله يزيد من اعتماده على إيران.
ما يعزز ما ذهب اليه زلماي ،هو تكليف الحشد الايراني عصائب اهل الحق السيطرة على تلعفر واعلان العصائب تفريغها ستة الاف مقاتل لهذا الغرض ،ويمكن عد تلعفر المثابة التي ستقفز منها ايران على بقية المستوطنات المطلوبة بادواتها – ميليشياتها
المنضوية تحت خيمة الحشد الطائفي .