دخول الصراع غير العادي بين نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وبين منظمة مجاهدي خلق في فترات ومراحل مختلفة قد لفت الانظار بإعتباره واحد من الصراعات الطويلة لمعارضة بإمکانيات ذاتية متواضعة ونظام إستبدادي بإمکانيات هائلة، ومع إن هذا النظام طالما زعم خلال الفترات والمراحل المنصرمة من هذا الصراع الطويل، بأن منظمة مجاهدي خلق إنتهى أمرها تماما ولم يعد بإمکانها أن تفعل أي شئ ضد النظام، لکنه عاد دائما بنفسه ليکذب ويفند ويدحض مزاعمه الواهية، والاهم من ذلك کله إنه عاد وبعد مرور 4 عقود على هذا الصراع ليعلن بأن منظمة مجاهدي خلق على رأس الانتفاضتين الاخيرتين.
هذا الصراع الذي يلفت النظر بأنه لم يکن يدور في داخل إيران فقط بل وعلى الصعيد الدولي أيضا، حيث إن ملفات إنتهاکات حقوق الانسان في إيران والبرنامج النووي وتدخلات النظام في بلدان المنطقة والعالم، قد کانت ولازالی منظمة مجاهدي خلق من جعلت العالم کله على إطلاع بها بل وإن المخططات المشبوهة لهذا النظام والتحذير منها على مر العقود الاربعة المنصرمة کان واحدا من المهام التي وضعتها المنظمة على عاتقها وحرصت عليها أشد الحرص.
محاکمة الارهابي أسدي وعصابته وتوقع صدور حکم بالسجن عليه لعشرين عاما والاصداء الدولية للمحاکمة وماقد تداعى عنها وإستمرار الاحتجاجات الشعبية في داخل إيران الى جانب نشاطات معاقل الانتفاضة والتي صارت تتعرض لمقرات الحرس الثوري والباسيج وکذلك مراکز دينية للنظام، وتزايد ذلك خلال الاسابيع الاخيرة بشکل خاص، تٶکد بأن المنظمة الحاضرة وبصورة مستمرة على الصعيدين الداخلي والخارجي وحتى إن سعي النظام من أجل المراهنة على فوز بايدن والايحاء بأنه سيکون لصالح النظام، ليس لايبدو إنه لم يغير من الامر شيئا بل وإن الامر يسير بسياق مستمر لصالح المنظمة.
من أهم المميزات والسمات النضالية لدى منظمة مجاهدي خلق، إنها تمتلك دائما طرقا وأساليبا وبدائل غير مطروقة ومبتکرة، ولذلك فإن النظام يتخوف منها الى أبعد حد خصوصا بعدما تمکنت من منح روح الديمومة والاستمرار للإنتفاضة من خلال معاقل الانتفاضة التي هي من الطرق الجديدة في النضال الحرکي للمنظمة والتي صارت اليوم تشکل هاجسا للنظام ولايعرف کيف يتصرف معها ويقف ضدها، بل وإن النظام يعيش هاجس إحتمال أن تقوم المنظمة بإبتکار أساليب نضالية في مواجهتها بحيث تفاجئها وتجعلها تفقد قدرة المواجهة، والحقيقة إن مايحدث حاليا وتحديدا في هذه المرحلة من الصراع بين الطرفين، يدل في خطه العام بأنه قد دخل مرحلة حاسمة جدا وأهمية هذه المرحلة بالنسبة لمجاهدي خلق تأتي من کونها تسجل دور وحضورا وتأثيرا واضحا لها على الصعيدين الداخلي والخارجي، وقد أثبتت تجارب نضال الحرکات الوطنية المعارضة للأنظمة الديکتاتورية بأنها إذا ماوصلت الى هکذا مرحلة فمعنى ذلك إنها قاب قوسين أو أدنى من تحقيق النصر وإسقاط النظام.