مع إن منطقة الشرق الاوسط کانت تعاني من التوتر بسبب الصراع العربي الاسرائيلي، لکن ليس هناك من أي شك بخصوص إن درجة التوتر قد تصاعدت بوتائر غير مسبوقة بعد مجئ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وتأسيسه لأحزاب وميليشيات تابعة له في أربعة بلدان في المنطقة وجعلها بمثابة أذرع له حيث تقوم بتأدية المهام المختلفة الموکلة إليها من قبل هذا النظام ولاسيما حروب بالوکالة أو إثارة فتن ومشاکل وقلاقل من خلال تنفيذ مخططات في صالح النظام.
أذرع النظام الايراني هذه صارت مصدر أساسي لإثارة المشاکل والازمات ليست لبلدان المنطقة فقط بل وحتى للسلام والامن والاستقرار الدولي، وليس من الغريب أن تصبح مشکلة هذه الاذرع وعلاقتها المشبوهة مع النظام الايراني مرادفة لمشکلة سعي هذا النظام من أجل حيازته على الاسلحة النووية، خصوصا بعدما بدأت المخاوف تزداد من أن يتسبب النظام الايراني من خلال تحريکه وتوجيهه لهذه الميليشيات أن يجر المنطقة الى حرب مدمرة کما رأت مجلة”فوربس” من خلال نشرها لدراسة مفصلة حول التوترات المتصاعدة بين إسرائيل والنظام الايراني وإمكانية تحولها إلى حرب شاملة، تطرقت فيها إلى خطر تزويد الوكلاء والميليشيات التابعة للحرس بالصواريخ في أربع دول عربية في المنطقة.
بحسب هذه الدراسة، فإن النظام الايراني يقوم وبشكل متزايد بتزويد حلفائه والجماعات التي تعمل له بالوكالة بصواريخ باليستية طويلة المدى وطائرات بدون طيار، الأمر الذي أصبح مصدر توتر مستمر في الشرق الأوسط. ووجه الخطورة کما ترى هذه الدراسة إن الحرس الثوري الايراني لم يقم فقط بتسليح العديد من هذه الجماعات بصواريخ طويلة المدى وصواريخ دقيقة، بل وحتى ساعدها على إنتاج هذه الأسلحة محليا. وبحسب الباحث نادر أوسكوئي، الخبير في شؤون إيران، فإن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قام بتجنيد وتسليح وتنظيم ما لا يزيد عن 200 ألف من الميليشيات الشيعية في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
الملفت في هذه الدراسة إشارتها أيضا الى قيام النظام الايراني بإنشاء مصانع صواريخ في العراق حيث كشفت منظمة “بدر” التي أسسها الحرس الثوري في يوليو 2020 عن صواريخ محلية الصنع يمكن مقارنتها بصواريخ “نازعات” و”زلزال” الإيرانية. كما تطرقت الدراسة إلى تزويد إيران للميليشيات العراقية بالطائرات المسيرة مثل تلك المحملة بالمتفجرات التي استهدفت الشهر الماضي، منشأة للقوات الأميركية على أرض المطار الدولي في أربيل، والذي يلفت النظر کثيرا إنه ومع حالة الضبابية وعدم الوضوح في مفاوضات فينا فإن النظام يصعد من تحريکه ودفعه لأذرعه في بلدان المنطقة وبشکل خاص في العراق واليمن ولبنان من أجل إثارة المشاکل وتأزيم الاوضاع، ولاريب من إن تزايد القلق الدولي بشأن الدور المشبوه لهذه الميليشيات الى جانب تزايد رفض وکراهية شعوب وبلدان المنطقة لها والمطالبة بإنهاء دورها، فإنه من المرجح إن المنطقة تتجه نحو مرحلة حساسة وخطيرة لابد لشعوب وبلدان المنطقة أن تفکر أکثر من مرة بشأن هذه الميليشيات وضرورة العمل على إنهاء دورها أو على الاقل فك إرتباطها بالنظام الايراني الذي يواجه مرحلة بالغة الخطورة قد لايتمکن من تجاوزها کما يرى العديد من المراقبين والمحللين السياسيين.