لم يکن بدء مرحلة نفوذ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في العراق على أثر الاحتلال الامريکي للعراق، کأي مرحلة أخرى في التأريخ المعاصر منذ نشوء الدولة العراقية في عام 1921، بل کانت مرحلة فريدة وإستثنائية من حيث سلبيتها وظلاميتها وآثارها وتداعياتها الوخيمة جدا على الشعب العراقي، خصوصا بعد أن عمل هذا النفوذ على جعل العراق حلقة أساسية ضمن حلقات تنفيذ المشروع المشبوه لهذا النظام في العراق والمنطقة ولکن على حسابه الخاص، إذ إنه لم يعد سرا بأن الخزينة العراقية مفتوحة أمام النظام الايراني بسبب حالة الفساد التي فرضها هذا النظام کي يحقق أهدافه ومراميه، وإن النظام الذي يصف مطالبة شعبه بالخبز والماء فتنة، يجب إنتظار کل ماهو سئ منه.
کتاب”العالم کما هو” والذي أصدره “بن رودس” مستشار الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لشؤون الأمن القومي، قد حمل أسرارا تتعلق بنشوء تنظيم داعش الارهابي ودور النظام الايراني وعملائه وعلاقة نوري المالکي، رئيس الوزراء العراقي السابق بذلك، ومن ضمن ذلك، فقد ذکر بن رودس في کتابه هذا بأن “نوري المالكي” هو من “أعطى الأمر بفتح السجون ليتمكن عملاء تنظيم “القاعدة” من الهرب الذين أسندت لهم مهمة تأسيس “تنظيم داعش الارهابي” كما أنه هو أمر الجيش بالانسحاب من الموصل عمدا وترك العتاد العسكري، الذي تزيد قيمته على 20 مليار دولار.”.
بن رودس أضاف أيضا بأن المالکي قد “تعمد إبقاء مبالغ مالية كبيرة تصل الى 600 مليون دولار في فرع البنك المركزي في الموصل، وبهذا يكون قد ساهم في إدخال 600 عنصر من التنظيم إلى الموصل في عام 2014، وزودهم بما يلزمهم من أموال وعتاد، لكي يبدأ مسلسل التنظيم ، وتتحرك الأمور وفق ما يشتهيه حكام طهران”، لکن الحقيقة الصادمة الاخرى والتي لها علاقة وثيقة بهذا السياق والذي يبدو إن بن رودس لم يشر إليه، تتعلق بما قد حدث في نفس الفترة التي فتح فيها المالکي أبواب السجون العراقية أمام المتطرفين السنة”بحسب توجيهات صدر إليه من طهران”، في عام 2013، إذ أفرج النظام السوري وفي نفس الفترة أيضا عن السجناء السنة المتطرفين بطلب من المخابرات الايرانية وتحت إشراف وتوجيه المخابرات السورية، أي إنه کان هناك إعداد وتنسيق يجري بهذا الصد کان ماقد جرى من إستيلاء تنظيم داعش الارهابي على مساحات شاسعة من العراق في حزيران عام 2014، حلقة أخرى من حلقات المخطط المشبوه الذي وضعه النظام الايراني وعهد بتنفيذه الى النظام السوري وتابعه المخلص نوري المالکي، ولاريب من إن المنافع والمکاسب السياسية والاقتصادية التي حصل عليها النظام الايراني بسبب من هذا المخطط توضح القضية برمتها خصوصا وإن بن رودس يلفت الانظار الى ملاحظة مهمة جدا في کتابه عندما يقول أن:” أوباما كان على علم بأن إيران هي من يحرك “تنظيم داعش ” وكان يغض الطرف عن ذلك؛ لأنه كان يريد أن يختم عهده باتفاق يمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، وفي سبيل هذا الهدف كان على استعداد لدفع أي ثمن.”، الحقيقة أن دور النظام الايراني ومنذ البداية کان دورا مشبوها يتسم بالخبث وإن ماقد کشف عنه هذا الکتاب هو جزء وجانب صغير من الدور المشبوه الذي يقوم به في العراق والمنطقة، وکيف لا وإن أکبر راع للإرهاب بل وبٶرته الاساسية کما وصفته زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، وقف ويقف خل معظم النشاطات والتحرکات الارهابية المتطرفة في المنطقة والعالم.