23 ديسمبر، 2024 3:23 ص

النظام الايراني والکابوس النووي

النظام الايراني والکابوس النووي

حبل الکذب قصير وأساليب الخداع واللف والدوران والقفز على الحقائق وعلى الواقع ذاته لايمکن أن تنفع على المدى البعيد کما إن الخطاب الانفعالي والتصريحات العنترية والتهديدات التي تکون أکبر من حجم المهدد، کل هذا يمکن وصف النظام الايراني به من حيث تعامله مع الملف النووي منذ الانسحاب الامريکي من الاتفاق النووي، إذ وکما رأى وسمع العالم کله، التصريحات النارية للقادة والمسٶولين في النظام الايراني من القيام بکذا وکذا فيما لم لم تبادر الدول الاوربية الى العمل من أجل تقليل آثار وتداعيات الضغط الذي سيولده الانسحاب الامريکي ولاسيما العقوبات الامريکية غير العادية بعد الانسحاب، ولکن ومع إن الاوربيين لم يقوموا بتلبية ماقد طالبهم النظام الايراني به ولم يقدموا له إلا شيئا متواضعا لايمکن أن يفيده في مواجهة غول العقوبات الامريکية، إلا إن النظام الايراني لم يقم بتفعيل تهديداته وظل على سابق حاله من حيث اللعب على الحبال وحتى الاعصاب على أمل أن يٶدي ذلك الى إحداث تغيير في الموقف الدولي عموما والامريکي خصوصا، لکن أي شئ من ذلك لم يتم وبقي هذا النظام في فوهة المدفع کما يقال!
الاجراءات الاخيرة التي قام بها النظام الايراني من حيث زيادة عدد أجهزة الطرد کتهديد للمجتمع الدولي من أجل إبتزازه وجعله يقدم له شيئا في مواجهة التأثيرات السلبية للعقوبات الامريکية، علما بأنه کان سيقوم بهذه الاجراءات حتى لو جرت الامور بالصورة التي يريدها هذا النظام، فهو قد عود المجتمع الدولي على لعبة الققط والفأر وعلى إستمرار تحايله على تنفيذ بنود الاتفاق النووي، ويکفي أن نشير الى إنه قد قام بخرق بنود الاتفاق منذ البداية وإستمر على ذلك، ولذلك فإن المجتمع الدولي لم يتفاجأ به وإنما عمد الى تجاهل مطالبه والتنسيق والتعاون أکثر مع الامريکيين خصوصا بعد أن کشفت المقاومة الايرانية الکثير من الحقائق الدامغة عن النوايا المبيتة لهذا النظام فيما يرتبط ببرنامجه النووي وحذرت منه، ولذلك کله، فإن التصريحات الاخيرة التي أدلى بها عباس عراقجي مساعد وزير الخارجية للنظام في الشؤون السياسية، قد عکست حقيقة أن النظام الايراني قد وصل الى طريق مسدود وهو يرى عدم جدوى ألاعيبه التي باتت مکشوفة.
عراقجي الذي إعترف بأنه قد:” أوصل الأمريكيون ضغطهم الأقصى إلى حده الأعلى خلال الأشهر الستة الماضية” وأضاف محذرا بصورة واضحة جدا من إنه:” في الوقت الحاضر، أهم هدف أمريكا، هو إحالة ملف إيران إلى مجلس الأمن الدولي من جديد ولذلك كرست كل جهدها من أجل ذلك وهذه لعبة خطيرة وإذا ما تورطنا في هذه اللعبة، فإن ذلك ستعود بالضرر الستراتيجي لإيران” مستطردا وهو يتخوف من عودة ملف النظام إلى مجلس الأمن الدولي:” وضعت الوكالة الدولية لعبة معقدة أمامنا وأصدرت قرارا ضدنا بضغط أمريكي وهناك احتمال إعادة ملف إيران إلى مجلس الأمن الدولي في الاجتماع المقبل لمجلس حكام الوكالة”، ولاريب من إن لهذا الخوف مايبرره خصوصا وإن هذا النظام يعلم جيدا بأن إحالة ملفه النووي لمجلس الامن الدولي قد تعقبه خطوات دولية أقوى وأشد خصوصا إذا لم ينفذ النظام المطالب الدولية، وحتى إن إحالة ملف حقوق الانسان في إيران الى مجلس الامن الدولي والذي تطالب به زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي منذ سنوات عديدة، من الممکن جدا تفعيله کمشروع قرار دولي آخر ضد طهران، ومن هنا، فإن الايام القادمة ستحمل الکثير من المفاجئات غير السارة وستضع النظام کله على المحك!