23 ديسمبر، 2024 4:17 ص

النظام الايراني والتطورات القاتلة

النظام الايراني والتطورات القاتلة

مع موجة الرفض والاشمئزاز العراقية التي رافضت الزيارة المشبوهة التي قام بها وزير خارجية النظام الايرانية للعراق وقيام رئيس الوزراء العراقي مصطفى الکاظمي بزيارة لإيران، فإنه من الملفت للنظر إن هناك ثمة قصر في النظر لدى السياسة العراقية بخصوص الاوضاع في إيران حيث تشهد أحداثا وتطوراتا داخلية وخارجية غير مسبوقة تضع من خلالها النظام الحاکم على فوهة برکان يغلي وعلى وشك الانفجار، ولاريب من إن النظام الايراني المخنوق بأزمته المستفحلة وعزلته الدولية غير المسبوقة وکراهية ورفض الشعب الايراني له بشکل خاص وشعوب المنطقة بشکل عام، تجعله في أمس الحاجة الى متنفس له لکي يلتقط شيئا من أنفاسه وحتى إن الاسلوب الذي تم من خلاله إستقبال الکاظمي بعد موجة الاستقبالات الباهتة والماسخة لرٶوساء الوزراء السابقين تدل على إن النظام يريد بأي شکل من الاشکال الاحتفاظ بنفوذه في العراق خصوصا وإنه يمر بوضع أشبه بمرحلة ماقبل الانهيار والسقوط.
العراق بشکل خاص وبلدان المنطقة بشکل عام، من الضروري جدا أن يتمعنوا في مجريات الامور والاحداث والتطورات ويدققوا فيها عن کثب، ولاسيما بعد الموقف الاخير الذي أعلنته وزارة الخارجية الامريکية من النظام الايراني بخصوص إعدامه لأکثر من 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق في عام 1988، والمطالبة بفتح تحقيق دولي مستقل بشأن ذلك، وهو تطور بالغ الاهمية والحساسية ولاسيما إذا ماعلمنا بأن قادة النظام الحاليين متورطين في تلك المذبحة وحتى إن المتحدثة بإسم وزارة الخارجية الامريکية قد أوردت أسمي رئيس السلطة القضائية ووزير العدل لهذا النظام کمتهمين من خلال کونهما عضوين في لجنة الموت سيئة الصيت التي قامت بتنفيذ المذبحة، هذا الى جانب إن الضغوطات الدويلة تتزايد على هذا النظام وتضاعف من عزلته، الى جانب إن قادة النظام بأنفسهم يعلنون خطورة الاوضاع وإحتمال إنفجارها بوجههم ويدعون لمعالجتها من دون جدوى، فإن على العراق وبلدان المنطقة أن يحذرون أکثر من أي وقت آخر من هذا النظام وهو يواجه هذه التطورات القاتلة بالنسبة له والتي ستردي به حتما ويتخذوا مواقف تفکر في مصلحة شعوبهم بل وحتى في مصلحة الشعب الايراني الذي لم يعد خافيا على أحد إنه يرفض ويکره هذا النظام ويناضل من أجل إسقاطه بکل الطرق والسبل.
المطلوب وبصورة ملحة من بلدان المنطقة أن يکون هناك ثمة موقف أکثر تأثير وفعالية ضد النظام الايراني الذي عاث فسادا فيها وتسبب بمشاکل وأزمات مختلفة فيها فهذا هو الوقت المناسب من کل النواحي ولاسيما وإن کل الادلة والمٶشرات تدل على إن نصيب وحظ هذا النظام من البقاء يکاد أن يتلاشى!