18 ديسمبر، 2024 6:56 م

النظام الايراني على المحك مرة أخرى

النظام الايراني على المحك مرة أخرى

عندما قام وفد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في عام 2015، بالتوقيع على الاتفاق النووي، ومع کل الذي قيل وذکر بشأن ذلك، لکن الحقيقة الاهم والاکبر التي وقفر وراء إضطرار وفد النظام للتوقيع على تلك الاتفاقية، إنما کان سببه الاساسي هو إن الاوضاع بالنظام الايراني کانت قد وصلت على المحك ولم يبق من طريق أو خيار آخر أمامه سوى الرضوخ للأمر الواقع والتوقيع على الاتفاق کخيار لامناص منه، واليوم وبعد أکثر من ثلاثة أشهر على تولي ابراهيم رئيسي لمنصب الرئاسة، وبعد وصلت جلسات محادثات فيينا الى الجلسة الثامنة، ومن خلال قراءة للأوضاع الداخلية والخارجية للنظام الايراني، فإننا نجد إن النظام الايراني وفي ظل أزمته الداخلية الحادة جدا”وحتى يمکن القول بأنها أکثر حدة من تلك الازمة التي واجهته قبل التوقيع على الاتفاق النووي في عام 2015″ وفي ظل عزلته الدولية الخانقة التي لم يصادف مثيلا لها منذ تأسيسه، فإن الذي يمکن إستخلاصه بأن بأن الحال قد وصل به ليصبح على المحك مرة أخرى، وحتى يمکن التوقع بأن يرضخ لإتفاق جديد رغما عنه!
محك أواخر 2021 وبدايات 2022، هو غير محك عام 2015، فهو محك إستثنائي لم يتسنى للنظام الايراني أن واجه نظيرا له، خصوصا وإن يأتي بعد سلسلة إنتفاضات شعبية غير مسبوقة ضده بعد الاتفاق النووي للعام 2015، وبعد عدة إنتکاسات سياسية وإقتصادية وإجتماعية متباينة تلقاها النظام، ولاسيما بعد محاکمتين دوليتين لمسٶولين له في قضيتين تتعلق إحداهما بتورط النظام بعملية إرهابية ضد المقاومة الايرانية والاخرى ترتبط بتورط النظام في مجزرة صيف عام 1988، الخاصة بإبادة 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق.
الازمة الاقتصادية الحادة والتي باتت المٶشرات تدل على إن النظام في طريقه نحو الافلاس الاقتصادي وخصوصا بعد تزايد الفقر في المجتمع الايراني بصورة ملفتة للنظر، والاوضاع الداخلية المتدهورة وتزايد الرفض الشعبي للنظام وإحتمال إندلاع إنتفاضة غير مسبوقة بوجهه، تجبر النظام على أن يطأطئ رأسه هذه المرة أيضا ويبلع کل تصريحاته ومواقف النارية أو يتملص منها تماما کما فعل أثناء الجولات الاخيرة لمحادثات عام 2015، عندما وضع المرشد الاعلى للنظام وبحرکة إبتزازية مکشوفة 19 شرطا لکي يقوم وفد نظامه بالتوقيع على الاتفاق، لکن رفض مجموعة 5+1 لتلك الشروط أجبرت وفد النظام أيضا على تجاهلها، وإن النظام الايراني اليوم أمام موقف ووضع أسوأ من ذلك الموقف والوضع بکثير وليس أمامه سوى الانبطاح أو مواجهة العواقب!